responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 52

ثم جاءت الحرب العالمية الأولى، وما نتج عن ذلك الشباب المسجون في متاريس الحرب، والذي قضى شبابه في السجون والخنادق والمعتقلات، وتعرض لحروب الميكروبات، والغازات السامة، فخرج لا يفتش إلا على إشباع غرائزه الحيوانية، فكان فرويد هو الهادي، والداعي إلى هذه السنة، فلذلك كان في نظرهم أحد صناع الحضارة الحديثة في القرن العشرين.

قلنا: أنت لم تناقش أفكاره من الداخل.. بل اكتفيت بالنظر إلى آثارها؟

قال: لا.. لم أكتف بآثارها.. لقد تعمقت في المنهج الذي كان فرويد يفكر به.. فوجدت أنه منهج بعيد عن العلم والعقلانية.. فقد اعتمد فرويد في آرائه على الحالات المرضية الشاذة التي كان يعالجها، والتي من خلالها أخذ يفسر السلوك المتزن العادي لدى الأسوياء في ضوء ما عاينه من السلوك الشاذ عند المصابين.

لقد رأيته يستخلص نظريته من معالجة أفراد من الطبقة المتوسطة في مدينة فيينا، كانت هذه الطبقة تتعرض لعوامل الكبت الجنسي وأنواع المحرمات الاجتماعية بالنسبة للعلاقة بين الجنسين، فهم ليسوا بأسوياء، وفيهم ما فيهم من عُقد نفسية جعلت همهم الأكبر والدافع الأول لسلوكياتهم هو الدافع الجنسي.

ثم رأيت أنه يشكك في العقل.. بل يعتبره مجرد خادم للغريزة، وليس هادياً إلى الحقيقة، ووظيفته ليس الحدس بالحقيقة، بل الإقناع بما نعتقده غريزياً، ولهذا فنتائجه لا يمكن الوثوق بها لأنها تبرير لمتعقداتنا فهو أداة ضعيفة في مجال المعرفة.

ثم رأيت أن الإرادة في التحليل النفسي ليست ملكة تُمارس بحرية، إذ ليس بمقدور الإنسان أن يضبط نفسه، فأساليب الإنسان في الحياة نتاج رغبات لاشعورية في أعماق نفسه، وعلى هذا ليس هناك ما يسمى بحرية الإرادة، ولم ينتج عن هذا التصور سوى الانزلاق في الشهوات، والاستغراق في الملذات.. بل إن فرويد كان يصيح بملء فيه:( إن كبح الدافع

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست