responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 509

كان يمثل لنا القديس الطيب في صورة كاهن أبيض على جواد أبيض يوزع الصدقات، بينما خادمه بطرس الأسود الذي يحمل الحقيقة السوداء ينشر الخوف والرعب ويخطف الأطفال الأشقياء، وفي اللحظة التي يهم فيها العبد بإمساك الطفل يتبعه القديس ويمنع الاعتداء عليه وسط تهليل وتصفيق الحاضرين وصيحاتهم.

هذه النظرة العنصرية لها أصولها ـ كما تعلمون في الكتاب المقدس ـ فقد ورد في العهد القديم أن نوحاً سكر يوماً ثم تعرى ونام في خبائه، فاتفق أن ابنه حاماً أبصره على هذه الحال فلما استيقظ نوح وعلم أن حاماً قد أبصره عارياً دعا عليه ولعن نسله الذين هم كنعان.. اسمعوا هذه الكلمات المقدسة من سفر التكوين (9 من 18 : 27):( كان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساماً وحاماً ويافث وحام وهو أبو كنعان. هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح. ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض.. وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً. وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجاً. فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء. فلم يبصرا عورة أبيهما، فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير، فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لأخوته، وقال مبارك الرب إله سام وليكن كنعان عبداً لهم. ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام وليكن كنعان عبداً لهم)

وتفرعت عن حكاية العهد القديم حكايات وأساطير انتشرت في أجزاء متفرقة من العالم وكلها تعلي الرجل الأبيض وتحط من الأسود، بينما تعترف هذه الحكايات للرجل الأبيض بالنقاء والطهارة لا تعترف بأن الأسود من البشر وإذا اعترفت فإن لونه الأسود لا بد أن يكون آية غضب الله عليه.

وجاء في إحدى الأساطير التي اختلقها الرجل الأبيض، أن الله قد خلق الخلق سوداً كلهم وهيأ لهم جميعاً الفرصة لكي يتطهروا فاغتسل البيض وابيضت أجسامهم، أما الزنوج فلم

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 509
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست