اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 508
رئيس الولايات المتحدة
الأمريكية إعلانًا بتحرير الرَّقيق في ولايات الجنوب الأمريكي، وكان هذا القرار من
أسباب اغتياله عام 1865م.
وبعد انتهاء الحرب العالمية
الأولى وقّعت الدول المشتركة في عصبة الأمم عام 1926م اتفاقية تقضي بملاحقة تجارة
الرق والمعاقبة عليها، والعمل على إلغاء الرقيق بجميع صوره، وفي عام 1948م أصدرت
هيئة الأمم المتحدة إعلانًا عالميًا تضمن حظر الرِّق وتجارة الرقيق، وقد التزمت
بهذا الإعلان أكثر دول العالم.
قلنا: ها
قد انتهت المأساة أخيرا.. وعادت للإنسان حريته.
ابتسم،
وقال: عن أي حرية تتحدثون؟.. ليس هناك مع المصارعين شيء اسمه (حرية).. إن الذي
يحمل في عقله وقلبه وروحه وجميع لطائفه جميع أنواع الكبرياء يستحيل أن يترك لغيره
فرصة يتنعم فيها بحريته.
إن قومنا
لم يعلنوا انتهاء عصر الرقيق إلا بعد أن رأوا الرقيق المحدود لا يكفي.. فراحوا
يسترقون الشعوب.
قلنا:
يسترقون الشعوب؟
قال:
أجل.. هم يسترقون الشعوب المستضعفة، ويمكننون لأنظمة الاستبداد فيها أن تتولى مهمة
استرقاق شعوبها.. ليحولوا من جميع العالم سوق نخاسة.
قلنا:
نراك متشائما؟
قال:
هذه هي الحقيقة التي عشتها، وكنت في يوم من الأيام أحد فصولها..
أنا..
وكثير من قومي ـ إن لم أقل كل قومي ـ كنا ننظر إلى تلك الشعوب السمراء أو السوداء
نظرة ممتلئة بالاحتقار.. وكيف لا نكون كذلك، ونحن لم نكن نتغذى إلا على
الأفكار التي تملؤنا بالعنصرية.
أذكر أنا كنا في الذكرى السنوية
للقديس نقولا التي يحتفل بها الأوربيون في غرب أوربا..
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 508