responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 458

ونظرة إلى ما وقع في أيام موسولينى وهتلر، وما وقع في الدول الشيوعية منذ الثورة الشيوعية حتى اليوم، كفيلة بأن ترينا إلى أي مدى انحدرت السياسة (الميكافيلية) في تبرير الوسيلة بالغاية، وكلتا الوسيلة والغاية ما أنزل بها من سلطان!

في فاشية موسولينى ونازية هتلر كانت الغاية هي التجمع القومي والعزة القومية وإحلال قومية كل منها مكانها (تحت الشمس)

وفي سبيل هذه الغاية (التي قد تكون مشروعة في ذاتها إذا خلت من العدوان على الآخرين ) استباح كل من الرجلين أن يقتل ألوفاً ومئات الألوف من المعارضين باسم (حركات التطهير ) و(وحدة الصف ) و(القضاء على الثورةالمضادة) و(القضاء على الطابور الخامس) وما أشبه ذلك من التعلات، وفتحت معسكرات التعذيب، وذاق الشعب كله ويلات الجاسوسية والإرهاب.

وفي الثورة الشيوعية كانت الغاية إزالة الظلم (!!) الذي يقع على الناس من جراء الملكية الفردية والصراع الطبقي واستئثار الطبقة المالكة بالحكم والسلطان والمنافع على حساب الطبقة الكادحة ! وإقامة العدل(!) بالوسائل النبيلة (!) التي تدعيها هذه الثورة، ومن بينها ذبح ثلاثة ملايين ونصف مليون من المسلمين في عهد رجل واحد، وإخضاع الشعب كله لألوان من الإرهاب نادرة في التاريخ!

أما الديمقراطية الليبرالية الرأسمالية فهي التي تبيح احتراف المعارضة واحتراف التأييد بحسب موضع كل حزب من الحكم :هل هو بداخله أم خارجه، بصرف النظر عن الحق والعدل والمصلحة الوطنية أو القومية.. وتبيح الكذب من الساسة على شعوبهم في الدعاية الانتخابية ( وغير الانتخابية ) وتبيح استخدام وسائل استراق السمع بحجة المحافظة على الأمن، وهي تقوم أساساً على مساندة الطبقة الرأسمالية في امتصاص دماء الكادحين وإن أخرجت ذلك كله في مسرحية طريفة اسمها (الحرية والإخاء والمساواة!)

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 458
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست