responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 394

نظرت إليه خجلا، وقلت: من أنت؟.. وكيف أنقذتني؟.. لقد شربت الدواء الذي لا يحتاج شاربه إلى أي دواء بعده.. فلم خلصتني؟

ابتسم، وقال: أنا أخ من إخوانك.. أرسلني الله إليك في وقت أحوج ما تكون فيه إلي.. وأنا أعتذر إليك، لأني لم أسرع بالمجيء إليك حتى وصلت إلى تلك الحال.

قلت: من أنت؟

قال: أنا رجل من هذه البلاد.. كان قلبي ممتلئا بالبرودة.. وكان صدري مملوءا بالظلمات.. ربما كنت مثلك تماما.. لكن الله شاء أن أتعرض للشمس التي لا يتعرض لها أحد إلا أطعمته من الأنوار ما يخلصه من كل برد ومن كل ظلمة.

قلت: لا أعي كثيرا مما تقول.. فاذكر لي اسمك.

قال: لقد كنت أسمى أسماء كثيرة.. مرة فرويد، ومرة نيتشة.. لكني بعد أن تعرضت لتلك الأشعة تسميت باسم محمد.. ولكن أصحابي يأبون إلى أن يدعونني أمين الدين[1].

قلت: لقد سمعت بمثل هذه الأسماء.. أليست هذه الأسماء هي الأسماء التي يتخذها أولئك الإرهاببون من أكلة لحوم البشر؟

ابتسم، وقال: أنت تردد ما كنت أردد أنا زمنا طويلا.. وإن شئت أريتك من مقالاتي ما يبين لك أني لم أختلف عنك في هذا الموقف.

قلت: فكيف تحولت عن قولك؟.. وأي سحر هذا الذي رمي عليك، فجعلك تتراجع عن


[1] أشير به إلى المفسر الفقيه المحدث أمين الدين أو أمين الإسلام الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي الطوسي السبزواري الرضوي المقلب بـ(المشهدي)..

قال صاحب (رياض العلماء) بعد الترجمة له: كان قدس سره وولده رضي الدين أبو نصر حسين بن الفضل، صاحب (مكارم الأخلاق) وسبطه: أبو الفضل علي بن الحسن صاحب (مشكواة الانوار) وسائر سلسلته وأقربائه من أكابر العلماء ويروي عنه جماعة من أفاضل العلماء، منهم ولده المذكور، وابن شهر آشوب والشيخ منتجب الدين، والقطب الراوندي)

وسبب اختيارنا له هنا هو ما اشتهر عنه من اهتمامه بأسرته، حتى تخرج منها الكثير من العلماء الأفاضل.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست