responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 381

حياتي بالصراع.

قال رجل منا: كيف تقول هذا؟.. أتشك في إخوانك؟

قال: لست الوحيد الذي شك في ذلك.. الكل عندنا يشك في ذلك.. حتى أبي كان يشك في كون إخواني أولادا له.. لقد ولدوا بعد فترة طويلة من زواجه.. وفي تلك الفترة كان الصراع بينه وبين أمي قد بلغ أشده.. فقد اتخذ أبي من الخليلات ما شغلنه عنا.. ولولا أنه كان يجد عند أمي من المال والسكن ما عاد إلينا..

وكانت أمي لتحمي نفسها من الجنون الذي كاد يلم بها في تلك الفترة قد التجأت إلى الخمر تحتسيها كما تحتسي المياه.. وظلت تحتسيها حتى أدمنت عليها.. وكانت تخرج أحيانا فترات طويلة من الليل والنهار لا نراها ولا نعلم ماذا فعلت في خروجها..

المهم أننا لم نكن نعرف إلا شيئا واحدا هو أنها كانت تنتقم من أبي بالطريقة التي أملى عليها شياطيها أن تنتقم بها.

^^^

قلت: حدثتنا عن أمك.. فحدثنا عن إخوانك الذين تشك في أخوتهم لك.

قال: لقد كاني لي أختان وأخوان.. وكانوا جميعا هم الانتقام الإلهي الذي أرسله الله على أبي وأمي..

قلت: كيف؟.. وهل يمكن للولد أن يكون نقمة على والديه؟

قال: في مجتمعاتنا لا يكون إلا ذلك.. فنحن في جميع مصادر فكرنا لا ننهل إلا من المنابع التي تغذي فينا العقوق.. ليس على آبائنا فحسب.. بل على كل شيء.. حياتنا كلها تعتمد على التمرد والصراع.. ولا يمكن أن نخلي والدينا من هذا الصراع.

قلنا: فحدثنا عن إخوانك.

قال: أما أولهم.. وكان أصلح إخواني.. فقد كان متوجها توجها دينيا، ولكنه كان مع ذلك

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست