responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 366

وهو يريد منكم أن تعرفوا أنه السلطان المتفرد بالحاكمية والاستقلال، بما ترون من شعاره الخاص، وخاتمه المخصص، وطرته التي لا تقلد على جميع المصنوعات.. فكل شيء له، وخاص به، صدر من يد قدرته.. فعليكم أن تدركوا جيداً: أن لا سلطان ولا حاكم إلاّ هو، فهو السلطان الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا مثيل)

هكذا خاطب هذا المعلم الكبير الداخلين للقصر والمتفرجين عليه، لكن الداخلين انقسموا إلى فريقين:

أما الفريق الأول.. فكان من أصحاب العقول النيرة، والقلوب الصافية المطمئنة، الذين أدركوا قدر أنفسهم.. كان هؤلاء حيثما تجولوا في آفاق ذلك القصر يسرحون بنظرهم إلى عجائبه، وهم يرددون: لابد أن في هذا شأناً عظيماً.. ولابد أن وراءه غاية سامية.. فعلِموا أن ليس هناك عبث، وليس هو بلعب، ولا بلهو صبياني.. ومن حيرتهم بدئوا يقولون: يا تُرى أين يكمن حل لغز القصر، وما الحكمة في ما شاهدناه ونشاهده؟!

وبينما هم يتأملون ويتحاورون في الأمر، إذا بهم يسمعون صوت خطبة الأستاذ العارف وبياناته الرائعة، فعرفوا أن لديه مفاتيح جميع الأسرار وحل جميع الألغاز، فأقبلوا إليه مسرعين، وقالوا له: السلام عليكم أيها الأستاذ.. إن مثل هذا القصر الباذخ ينبغي أن يكون له عرّيف صادق مدقق أمين مثلك، فالرجاء أن تعلّمنا مما علّمك سيدُنا العظيم.

فذكَّرهم الأستاذ بخطبته المذكورة آنفاً، فاستمعوا إليه خاشعين، وتقبّلوا كلامه بكل رضى واطمئنان، فغنموا أيمّا غنيمة، إذ عملوا ضمن مرضاة سلطانهم، فرضي عنهم السلطان بما أبدوا من رضى وسرور لأوامره. فدعاهم الى قصر أعظم وأرقى لايكاد يوصف، وأكرمهم بسعادة دائمة، بما يليق بالمالك الجواد الكريم.

هذا حال الفريق الأول.. وهذا جزاؤه..

أما الفريق الثاني.. فكان أهله من الذين فسدت عقولهم، وانطفأت جذوة قلوبهم، فما إن

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست