responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 330

قال: فهكذا الأمر بالنسبة لنفوسنا.. لقد خلق الله لها ما يتناسب معها.. وأباحه لها.. وخلق ما لا يتناسب معها، وحرمه عليها.

قلت: ما دام لا يتناسب معها، فلم خلقه؟

قال: هو لا يتناسب معها من الجهة التي تريد أن تتناوله من خلالها، ولكنه يتناسب معها من حيث منفعته العامة.

قلت: لم أفهم.

قال: أليست الكهرباء وسيلة نافعة من وسائل الحياة؟

قلت: بل قد صارت ضرورة من ضروراتها.

قال: فمن أراد أن يلمس التيار الكهربائي بيديه العاريتين؟

قلت: ستصعقه الكهرباء بلهيبها.

قال: وهكذا النفس.. إنها إن تناولت الأشياء من محلها، وبالسبل التي أبيحت لها، فإنها لن تظفر إلا بالسعادة والسلام والصفاء.. ولكنها إن أبت إلا أن تركب نفسها وهواها، فإنها لن تجني إلا ما يجنيه الجريء على الكهرباء أو الجريء على الأشعة السامة.

قلت: كلامك معقول.. فهل ورد في كتابكم المقدس ما يدل على هذا؟

قال: أجل.. لقد سمى الله تعالى تلك المشاعر التي تجذب النفوس إلى الهاوية (هوى)، فقال :﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)﴾ (النازعات)

قلت: ولكن الحياة التي تمتلئ بقمع هوى النفس حياة ممتلئة بالصراع.. فكيف يتحقق السلام مع هذا الصراع؟

قال: هو صراع محدود ومؤقت.. والنفس التي تقدم عليه تنال من اللذة ما يناله ذلك الذي انتصر على أعدى أعدائه.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست