responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 328

لم أجد ما أجيبه به، فقال: لقد خلق الله لنا مع نفوسنا التي لا تشبع أو لا تريد أن تشبع عقولا وأرواحا وقلوبا وفوق ذلك خلق معنا بشرا وحيوانات وأفلاكا.. وكل ذلك ينبغي أن يراعى.. فلا ينبغي للعاقل أن يترك لنفسه العنان لتصارع نفسها، وتصارع ما حولها.

قلت: ولكن الكبت نفسه صراع.

قال: لا.. ليس الكبت صراعا.. الكبت علامة السلام الكبرى.

قلت: كيف يكون ذلك؟.. والكابت إنما يصارع نفسه التي بين جنبيه.

قال: ألا ترى أن وقوف ذلك الشرطي في محله سليما معافى دليل على الاستقرار وسبب له.

قلت: وما علاقة الشرطي بما نحن فيه؟

قال: أليس الشرطي هو الذي يقوم بالكبت.. فيكبت كل النزعات الشريرة التي تريد أن تغذي هوى النفس على حساب العقل والقلب.. والكون؟

قلت: قد يصح ما تقول.

قال: بل لا يصح إلا ما أقول.

قلت: أنت على ثقة كبيرة بنفسك؟

قال: أجل.. ذلك أن معي النور الأزلي الذي لا تكشف الحقائق إلا به.

قلت: وما هذا النور؟

قال: كلام ربي الذي أنزله إلي كما أنزله إلى كل البشر ليحتموا بأنواره من الظلمات التي توقعهم فيها نفوسهم وشياطينهم.

قلت: فهل تحدث ربك عن النفس، وتلك الغرائز التي تمتلئ بها؟

قال: أجل.. لقد ذكر ربي النفس.. وبين أنها المحل الذي قد يرتع فيه الشياطين.. وهي المحل الذي قد يرفع صاحبها إلى أعلى الجنان.. قال تعالى:﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست