responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 315

قال المحقق: لقد ثبت بالأدلة القطعية أن موكلك ضليع بكل الجرائم التي وقعت.

اهتز المحامي، والتفت إلي، وقال: لعلك أخطأت حضرة المحقق.. هذا أستاذ جامعي محترم.. له مؤلفات.. وله تلاميذ كبار..

قاطعه المحقق، وقال: تلاميذه الكبار هم الذين ساقوه إلى هذا المحل.. لقد رأينا من خلال دراسة إحصائية لجميع الجرائم أن لموكلك ضلع فيها.. فالقائمون بها إما تلاميذه المباشرون.. وإما تلاميذه غير المباشرين.

قال المحامي: غير المباشرين!؟

قال المحقق: أجل.. هم الذين تتلمذوا على كتبه وأفكاره.. لقد كان موكلك هو الأب الروحي لكل هذه العصابات.. ولذلك فإن من العدالة أن يزج به في السجن الذي يزج إليه المجرمون.

قال ذلك، ثم نادى بصوت عال: ليدخل الشاهد الأول.

دخل بعض تلاميذي، فسأله المحقق عن علاقته بي، فقال: يؤسفني حضرة المحقق أن أخبرك بأن هذا الأستاذ هو الذي جرني إلى ارتكاب هذه الجرائم.

قال المحقق: كيف ذلك؟

قال: لقد قدمت الجامعة التي يدرس فيها بنفس مملوءة بالطهر.. كنت أسكن في الريف.. وكنت أحرص الناس على الأعراض.. لكن هذا الرجل الذي يقف أمامك بقي يلقي في روعي كل حين بأنه لا وجود لشيء اسمه الطهارة.. بل إن الطهارة لا تؤدي إلا إلى الكبت.. والكبت هو أم العقد.. وأم الخطايا.

وتعلمت على يده أن الغاية تبرر الوسيلة..

وبنيت من هذه التعاليم جميعا فلسفة حياتي ودستورها..

وتلك الفلسفة وذلك الدستور هو الذي قادني إلى هنا.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست