قال: تلك النفس الأمارة.. أما النفس المطمئنة، فإنها لا تسوقك إلا إلى الخير الذي لا خير بعده.
قلت: لن تطيق النفس ذلك حتى يكون لها من المدارك ما تستطيع أن تصل به إلى الحقائق.
قال: صدقت.. وقد وهب الله النفس من المدارك ما يمكنها أن تصل به إلى الحقائق.
قلت: لم أسمع من يقول بهذا.
قال: نفسك تقوله.
قلت: نفسي!.. كيف؟
قال: ألا ترى في نفسك أشياء كثيرة توقن بها مع أن هناك الكثير ممن يخالفك فيها؟
قلت: ذلك صحيح.
قال: فلمن تخضع؟.. ألم تقوله نفسك، أم لما يقوله غيرك؟
قلت: بل أخضع لنفسي.. ولكني أعتبر نفسي أحيانا مخطئة في ذلك.
قال: خطأ نفسك في شيء من الأشياء لا يدل على خطئها مطلقا.
قال: فكيف تنفي أن تكون النفس مدركا من مدارك العقل؟
قلت: لأنها تخطئ.
قال: وحواسك كذلك تخطئ.. ومع ذلك تعتبرها مدركا صحيحا.
قلت: لقد ألزمتني الحجة.. لكن كيف أتقي الخطأ؟
قال: في هذا القسم من (أكاديمية العقل المسلم) ندرس هذا.. فنضع الضوابط التي تحمي النفس من الأخطاء التي يمكن أن تسربها للعقول.
قلت: فهلا ذكرت لي بعضها.
قال: أهمها هو حماية النفس من الأهواء.. لأن هذا هو الذي يدع الإنسان يخضع للظروف