responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 265

أمرا ولا يعلمان شيئا، وأنه أشبه شيء بنور الإرادة ونور الحرية الذين تملكهما النفس البشرية، وتملك بهما القدرة على الاختيار وهي بذاتها قدرة ذاتية لا تعلل..

لو فعل الإنسان ذلك إذا لتخلص عن سلسلة لا تنتهي من المشاكل العلمية التي أحاطت بنظرية المعرفة.

ذلك لأنه حينذاك يجد أن البحث عنه ضرب من الإسراف والترف الفكري.. إذ ما من بحث الا وهو يؤكد على وجود قوة للإنسان تساعده على البحث، وهي بالتالي تنير طريقه إلى الحقيقة، وتلك القوة هي العقل، وهو نور مقدس عن الإحاطة به من لدن الذات..

التفت إلي، وقال: ومن هنا كانت عملية (كانط) النقدية ـ والتي استهدفت نقد العقل ـ عملية موغلة في الجهل إذ أن الغفلة عن نور العقل، ذلك النور الذي لم يستطع (كانط) ذاته القيام بعملية النقد بدون وجوده لديه.. إن الغفلة عنه فقط كانت السبب في التوجه إلى السابقيات الذهنية، كتصور الزمان والمكان والعلة و.. و.. لينقدها وينتهي بالتالي إلى نظرية النسبية ومنطقه الوضعي.

ولو أن (كانط) كان يتذكر بوجود نور يجعله يقيم الأشياء ويعتمد على تقييمه هذا، وأن ذلك النور هو الذي يكشف له عن الزمان والمكان والعلة والسبب، إذا لنقد الأشياء به، ولم يزعم انه استطاع نقده هو، غافلا عن أن العقل لا يمكن الإحاطة به، فكيف يتاح له نقده، وبأي شيء ينقد الإنسان عقله؟ أبعقله أم بجهله؟ والعقل لا يشكك في ذاته والجهل لا يمكنه نقد العقل..

ومن هنا ـ أيضا ـ أصاب (ديكارت) دوار عنيف في مسيرته عبر العقول إذ أنه شكك نفسه في معلوماته النظرية.. وحين زعم أنه تخلص منها قام ليبني صرح العلم على قواعد جديدة، فلم ير تحت رجليه حجرا ثابتا، وجر إليه انتقادات كبيرة من لدن معارضيه من الحسيين.. ورغم ان (ديكارت) عقلي التفكير فإنه أيضا مخطئ في منهجه، وينشأ خطئه من أمرين:

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست