اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 259
نعدها، وهو الأكثر: فيتصرف في
جميعها ويحكم عليها حكما يقينا صادقا.. فالأسرار الباطنة عنده ظاهرة، والمعاني
الخفية عنده جلية. فمن أين للعين الظاهرة مساماته ومجاراته في استحقاق اسم النور
كلا إنها نور بالإضافة إلى غيرها لكنها ظلمة بالإضافة إليه.. بل هي جاسوس من
جواسيسه وكله بأخس خزائنه وهي خزانة الألوان والأشكال لترفع إلى حضرته أخبارها
فيقضي فيها بما يقتضيه رأيه الثاقب وحكمه النافذ.
قالت زرقاء: فاذكري لي القصور
السادس.
قالت: القصور السادس هو أن
العين لاتبصر ما لا نهاية له، فإنها تبصر صفات الأجسام، والأجسام لاتتصور إلا
متناهية، والعقل يدرك المعلومات، والمعلومات لا يتصور أن تكون متناهيه.. فهو ـ
مثلا ـ يدرك الأعداد ولا نهاية لها؛ بل يدرك تضعيفات الإثنين والثلاثة وسائر
الأعداد ولا يتصور لها نهاية، ويدرك أنواعا من النسب بين الأعداد لا يتصور التناهي
عليها: بل يدرك علمه بالشىء وعلمه بعلمه بالشيء، وعلمه بعلمه بعلمه.. فقوته في هذا
الواحد لا تقف عند نهاية.
قالت زرقاء: فاذكري لي القصور
السابع.
قالت: القصور السابع هو أن
العين تبصر الكبير صغيرا، فترى الشمس في مقدار مجن، والكواكب في صور دنانير منثورة
على بساط أزرق، بينما يدرك العقل الكواكب وأن الشمس أكبر من الأرض أضعافا مضاعفة
كثيرة؛ والعين ترى الكواكب ساكنة، بل ترى الظل بين يديه ساكنا، وترى الصبي ساكنا
في مقداره، والعقل يدرك أن الصبي متحرك في النشوء والتزايد على الدوام، والظل
متحرك دائما، والكواكب تتحرك في كل لحظ أميالا كثيرة، وأنواع غلط البصر كثيرة،
والعقل منزه عنها.
القوانين المنطقية:
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 259