responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 226

قلت: كيف ذلك؟

قال: بما أن تصور الإنسان يعتمد على الإحساس في البداية، فإن الرجل البدائي يعبر عنه أولا، فالطفل مثال للفرد البدائي وهو لا يعبر أول ما ينطق إلا عن الأمور المحسوسة.. كذلك الأمم المتوحشة، مثال للجماعة البدائية، فلا نجد في لغتهم تعابير تخص الأمور العقلية، وكلما تقدمت الأمة باتجاه الحضارة، كلما زادت تعابير لغتها التي تكشف عن أمور عقلية.

قلت: عرفت منهجك العقلي، فما حقيقة العلم؟

قال: يقسم العلم إلى ذاتي وتعقلي وحسي.. فالذاتي، هو معرفة نسبة التصورات الذاتية إلى بعضها معرفة مباشرة.. والتعقلي، هو المعرفة التي تحتاج إلى استدلال وتفكر.. والحسي، هو المعرفة الناشئة من الإحساس، وهو بالرغم من قلة قيمته الفلسفية لعدم إفادته اليقين فإنه ذات قيمة عملية لأننا نعتمد على الحس في كل شؤوننا، وخاصة في العلوم الطبيعية التي مرد تصوراتها فيها تكون خارج الذهن.

بعد أن سمعت منه هذا صحبته مدة من الزمن أتدرب على يديه.. لكني سرعان ما انصرفت عنه، فقد لاحظت تعلقه الشديد.. بل تطرفه الشديد باتجاه تقييم الحس.. وقد نتج عن تطرفه هذا أمران..

أما أولهما.. فتناسي دور العقل والسابقيات الفكرية، التي يكشفها العقل، في بناء صرح المعرفة، وهذا مخالف للواقع المشهود[1].

وثانيهما.. أنه جعل المنهج العلمي خاضعا للتجربة المادية، تتشابه مع سائر التجارب التي تجري على المادة.. وهذا مخالف للرأي العلمي السديد الذي يفصل بين أنواع التجربة حسب


[1] سنرى تفاصيل هذا في المبحث الثاني من هذا الفصل عند حديثنا عن النظرية الإسلامية الشاملة.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست