responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 216

أيام الصيف.. فهذه هي النتيجة المترتبة على الحل المفترض.

وهذه النتائج تجعلك تلاحظ الواقع الخارجي لترى صحة النتيجة خارجا، فتعرف مدى صحة الفرضية.

ثم التفت إلي، وقال: أليس هذا خيرا من منهج أستاذك أرسطو.. ذلك المنهج العقيم الذي لا يزيدك إلا جهلا.. (ان النتيجة في منطقه ليست سوى صيغة أخرى للمقدمة.. فإن كانت المقدمة صحيحة فإن النتيجة معلومة بصورة آلية.. وإن كانت إحدى المقدمات باطلة، فإن المنطق ليس سوى وبال)

قال لي ذلك، ثم سار، وسرت معه مدة من الزمان أتتلمذ على يديه كما تتلمذت الأجيال الكثيرة.. لكن عقلي مع ذلك ومع احترامي لاكتشافاته العلمية التي تمت على ضوء منهجه الجديد كنت أرى في منهجه مجموعة نواقص..

منها أنه لم يركز في منهجه على دور التجربة في فهم الحقائق، مما صبغ منهجه بالصبغة الصورية.. وهو بذلك وقع فيما وقع فيه أرسطو من قبل.

ومنها أني رأيت أن تبسيط العلوم يفيد في كثير من الأحيان.. ولكنه بالرغم من ذلك قد يوصلنا إلى طرق مسدودة.. فمثلا، لو أردنا البحث عن حقيقة الوجود أو العدم، لا نصل إلى نتيجة.. فليس الأمر كما ذكر ديكارت دائما، بأنه في سبيل البحث عن الحقائق لا بد من تبسيطها إلى آخر درجة ممكنة، لأن العلم بالبسائط أسهل من العلم بالمركبات.. كلا فبعض البسائط، العلم بها لا يختلف عن المركبات في صعوبته.

ومنها أن العلوم في لحظة وحدتها في جهة تختلف في جهات عديدة، وليس من الصحيح وضع منهج واحد لجميع العلوم، كما حاول ذلك ديكارت.. وقد تنبه المتأخرون إلى مدى فرق العلوم عن بعضها، فوضعوا لكل واحد منها منهجا بعد الإشارة إلى المنهج العام الذي يشمل جميع العلوم.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست