responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215

قال: الاستقراء..

قلت: ما تريد به؟

قال: هو الاستقصاء عن كل ما يكشف أي جزء من المسألة حتى تشبعه بحثا وتنقيبا فلا نتحول إلى الجزء الثاني الا بعد ان ننتهي من الجزء الأول في البحث.

قلت: عرفت أصول منهجك.. فما فروعه؟

قال: لقد وجدت أن مقدار العقل واحدا عند الناس جميعا.. وذلك جعلني أعتقد أن المنهج الذي يبنغي للعقل أن يتبعه ويسير فيه واحد أيضا.. ولذلك يجب ألا يكون هناك أي فرق بين العلوم المختلفة في المنهج.

قلت: فأي منهج موحد يجب أن تسير فيه العلوم جميعا؟

قال، وبقوة: إنه منهج الرياضيات الذي يبحث عن الكم.. إنه منهج محدد وواضح.. لذلك يجب بحث جميع العلوم حتى الطبيعيات في ضوء هذا المنهج.

نستطيع على ضوء هذا المنهج أن ندخل القياسات الكمية في العلوم الطبيعية.. بل نستطيع أن نحول المرض والقوة والحرارة وما أشبه ذلك إلى أمور مقاسة بالكم.

إن الطريقة الرياضية ـ وخصوصا طريقة الجبر ـ هي الطريقة الوحيدة لمعرفة جميع العلوم.

قلت: فهلا شرحت لي ما تريد بهذا المنهج؟

قال: افترض ـ أولا ـ حلا مسبقا لمشكلتك.. ثم عدد النتائج التي قد تترتب على هذا الحل على افتراض صحته.. ثم فتش عن هذه النتائج لترى هل هي موجودة فعلا أم لا..

مثلا، لو طرحت عليك مسألة تقول: هل الحديد يتمدد بالحرارة؟.. فإن الجواب السليم لذلك هو أن تفترض أولا حلا للمسألة بأنه (نعم الحديد يتمدد بالحرارة) ثم تبحث عن النتائج المترتبة على ذلك؟.. وأولى النتائج أنه من تمدد الحديد لا بد أن يعوج الحديد أو يكسر أيام الحر لأنه حديد ممتد.. أو لا بد أن يكون بين قطع الحديد فواصل تظهر أيام الشتاء، وتختفي

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست