قلت ـ مشيرا إلى دائرة العالم ـ
: لقد جعلت العالم هو الدائرة الثامنة؟
قال: لا يمكن للأنا أن تمتلئ
بالسلام، وهي تعيش في عالم قلق مضطرب متنازع.. القوي فيه يأكل الضعيف.. والمتكبر
فيه يتسلط على المستضعف.
قلت ـ مشيرا إلى دائرة الكون ـ
: لقد جعلت الكون هو الدائرة التاسعة؟
قال: لا يمكن للأنا أن تمتلئ
بالسلام، وهي تعيش في كون قد أغارت عليه جنود الإفساد، فحولته عن فطرته السليمة.
قلت ـ مشيرا إلى دائرة الله ـ :
لقد جعلت (الله) هو الدائرة العاشرة؟
قال: لا يمكن للأنا أن تمتلئ
بالسلام، وهي تجحد الله، أو تحمل صورة مشوهة عنه، أو تحتقره، أو تعزله عن التصرف
في وجوده الذي خلقه وأبدعه وصممه.
قال ذلك، ثم راح إلى دوائره
مستغرقا فيها، وكأنه لم يكن يحدثني، ولم أكن أحدثه.
^^^
في تلك الأيام.. وبعد ذلك
الحديث الذي حدثني به معلم السلام.. قررت أن أسير إلى تلك البلاد التي تعتزم
الفتنة أن تستأصلها، ثم تستأصل بعدها سائر بلاد الإسلام، فاستأذنت أخي.. ففرح
كثيرا.. وقال: إن ما تفعله سيرسخ قدمنا في الكنيسة إلى آخر الدهر.
قلت: كيف؟
قال: إن الكل يفر من تلك
البلاد.. رجال الدين ورجال الدنيا.. وذهابك أنت تضحية لا تعدلها إلا تضحيات
القديسين.. إنك ستعود إلينا إن عدت قديسا يتمسح الكل بك.
قلت: لم؟
قال: أنت هناك معرض للخطف في كل
لحظة.. فليس هناك إلا من ملأناهم بالصراع.