responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173

العيون على حسنه.

ألم تسمع شاعركم، وهو يقول:

لا خَيْرَ في أوجهٍ صِباحٍ

تسفرُ عن أنفسٍ قباحِ

كالجُرْحِ يُبْنى على فَسادٍ

بظاهرٍ ظاهرِ الصَّلاحِ

فقُلْ لمن مالُه مصونٌ

أُصِيْتَ في عِرْضِكَ المباحِ

قلت: بلى.. وقد سمعت قول الآخر:

على وَجْهِ ميٍ مسحةً من ملامحةٍ

وتحتَ الثيابِ الشينُ لو كان باديا

ألم ترَ أن الماءَ يخبثُ طعمُهُ

وإِن كانَ لونُ الماءِ أبيضَ صافيا

وقول الآخر:

لا تغتررْ بهوى الملاحِ فربما

ظهرتْ خلائقُ للملاحِ قباحِ

وكذا السيوفُ يرون حِسنَ صِقالها

وبَحدِّها تتخطف الأرواحُ

قال: فالجمال أعمق إذن من أن ينحصر في مضيق الخيالات.

قلت: ذلك صحيح.. ولكن ما الذي جعلنا نحصره في مضيق الخيالات؟

قال: أشياء كثيرة.. لا يمكننا حصرها.. لعل أهمها هو الفراغ الذي يجده القلب، فيعشق أول من يصادفه.. إنه يفعل نفس ما تفعله المعدة الجائعة حين تبحث عن أي طعام يقابلها لتملأ نهمها به.

قلت: أهكذا الحب؟

قال: هكذا الحب المدنس.

قلت: والحب المقدس؟

قال: إن القلب المترفع الذي هو محل الحب المقدس يترفع أن يستسلم لأي إغراء من أي جهة من الجهات.. إنه لا يقبل إلا بالجمال الذي لا يذبل، والصفاء الذي لا يكدر.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست