responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 162

وقف الهوى بي حيث أنت

فليس لي متأخر عنه ولا متقدم

وأهنتني فأهنت نفسي جاهدا

ما من يهون عليك ممن يكرم

أشهبت أعدائي فصرت أحبهم

إذ كان حظي منك حظي منهم

أجد الملامة في هواك لذيذة

حبا لذكرك فليلمني اللوم

ولهذا نهت الملائكة لوطا u عن خطاب قومه ودعوتهم، وجعلت سبب ذلك ما يقعون فيه من سكر الهوى، قال تعالى :﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾(الحجر:72)

فلذة السكر يغيب معها العقل الذي يعلم به القول ويحصل معه التمييز، كما قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾ (النساء: من الآية43)

فالآية الكريمة اعتبرت الغاية التي يزول بها حكم السكر أن يعلم السكران ما يقول، فمتى لم يعلم ما يقول فهو في السكر، فإذا علم ما يقول خرج عن حكمه.

قلت: أكل ذلك الحب الذي تغنى به قومي من بني عذرة لم يكن إلا نشوة لا تختلف عن نشوة الخمر؟

قال: أجل.. وليس من فرق بينهما إلا فارق زمني بسيط.. فنشوة الخمر تأثيرها يمتد ساعات، بينما نشوة الحب الموهوم قد تمتد إلى سنوات.

قلت: وإلام تنتهي؟

قال: إلى ما تنتهي إليه نشوة الخمر.. صداع في الرأس، وتهتك في الجسد، وانتكاسة في الروح، وجنون في العقل..

قلت: فهذا الحب الذي يتغنى به كل أولئك لا يعدوا أن يكون نوعا راقيا من أنواع المسكرات، أو صنفا ممتازا من أصناف المخدارت!؟

قال: أجل.. فأي سكير أو مدمن خمر يجد ما يجده المحب العاشق، فكلاهما قد يظفر

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست