responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 153

قلت: أنت تعيدني إلى اليأس إذن؟

قال: لا.. بل أنا أنشر فيك الهمة.. فلا يمكن لمنحط الهمة أن يطمع في مثل هذا الحب.

قلت: وما علاقة الهمة بهذا؟

قال: صاحب الهمة العالية يترفع أن يسلم قلبه لأي كان.. إنه يبحث عن المحل المناسب له.. لقد حدث بعض العارفين، وكان اسمه بشر بن الحارث قال: مررت برجل وقد ضرب ألف سوط في شرقية بغداد، ولم يتكلم ثم حمل إلى الحبس، فتبعته فقلت له: لم ضربت؟ فقال: لأني عاشق، فقلت له: ولم سكت؟ قال: لأنّ معشوقي كان بحذائي ينظر إليَّ، فقلت: فلو نظرت إلى المعشوق الأكبر قال: فزعق زعقة خرّ ميتاً..

قلت: لكني تعودت أن لا أحب إلا من أرى.

قال: والله لا يغيب عن المحبين أبدا.. إن لم يروه بالأبصار المدنسة بدنس التبشبيه، رأوه بالبصائر المقدسة بأنوار التنزيه..

قلت: لقد ذكرت لك أني أشعر بجمال كلماتك.. ولكن عقلي لا يزال كليلا دون فهمه.. فهلا انتقلت من الترقيق إلى التحقيق.

قال: لك ذلك.. فهذا هو الحب الوحيد الذي ينسجم فيه العقل مع القلب مع النفس.. ومع جميع اللطائف التي يتكون منها بنيان الإنسان.

قلت: من السهل عليك أن تقول هذا.

قال: ومن السهل علي أن أثبته لك.

قلت: إنك أن أثبته لي لم تخلصني أنا فقط.. بل ستخلص العالم أجمع.. هذا العالم الأسير لقلبه.

قال: لاشك أنك مررت في برية الحب المدنس بالمرضى والمجانين والحزانى والغافلين والمتوهمين والمنحرفين والقتلة..

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست