responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 152

قال: لقد قلت لك: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌO (البقرة:115)

قلت: وما علاقة ذلك بهذا؟.. إن ما قرأته يتحدث عن الله.

قال: وهل هناك أحد يمكن أن يتشرف القلب ويتقدس بمحبته غير الله؟

قلت: الله يعبد.

قال: أعظم عبودية توجه لله هي محبته.. فلا خير في الحركات التي لا تصحبها المحبة.. إنها لا تكاد تختلف عن النفاق والرياء والخداع.

قلت: لقد جربت الحب، وذقت من آلامه ما رماني في هذه المقبرة.. ولولا تلك الأبيات التي سمعتها منك لكنت الآن في الموتى.

قال: ذلك هو الحب المدنس.. إنه لا يرميك إلا للمقابر أو مارستانات المجانين.. لأنه حب يبدأ بالصراع، وينتهي بالصراع.

قلت: الصراع!؟

قال: أجل.. كل محب يريد أن يستولي على قلب محبوبه، ويستأثر به.. فإذا ظفر به سامه من ألوان العذاب ما لعلك رأيت بعضه.

قلت: وهل هناك حب مقدس؟

قال: أجل.. وهو حب واحد.

قلت: حب من؟

قال: حب الواحد.. فحب كل ما عداه داء وألم..

قلت: إني أشعر بجمال ما تقول.. لكن ذهني لا يزال كليلا دون فهمه.

قال: يحق لك أن لا تفهم هذا.. فمن الصعب على من ارتمى في دنس الأدناس أن يترقى إلى قدس الأقداس.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست