responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 13

قال ذلك، ثم تنفس الصعداء، وراحت دموع غزيرة تنحدر بقوة، فقلت: هون عليك.

قال: كيف أهون علي.. وأنا أحس بمسؤوليتي عن كل هذه المتفجرات التي تملأ حياتكم ضجيجا؟

قلت: لا تقل ذلك يا ولي الله.. فأنت أرفع من أن تكون سببا.

قال: بلى.. لقد كنت في يوم من الأيام.. كما كان قومي.. سببا من الأسباب.

قلت: ما تقول؟

قال: للأسف.. لقد مدت الكنيسة يدها إلى المصارعين من أول ما ظهر المصارعون.. وراحت تشجعهم على كل ألوان الصراع.. وما تراه من قومك هو ثمار بذور كثيرة غرسها من تربوا في كنائسنا، وتعمدوا على أيدينا.

قلت: ولكن المسيح رسول السلام.. ألستم تروون كل حين قوله :( طوبى لصانعي السلام، لأنهم يدعون أبناء الله[1] )(متى 5/9)؟

قال: بلى.. لقد صلبنا ذلك المسيح الذي قال تلك الكلمات.. صلبناه بكل حقد، ثم رميناه في جهنم بعد أن صببنا عليه كل ألوان اللعنات[2].

قلت: وأي مسيح بقي لكم؟

قال: مسيح لا علاقة له بكم.. إنه مسيح روماني.. يحمل كل بذور الصراع التي كانت تصدرها روما للعالم الذي تتهمه بالبربرية.

قلت: ما تقول؟.. إن ما تقوله خطير.

قال: ولكنه حقيقة.. حقيقة عشتها ورأيتها.. بل عاشتها جميع الأجيال التي تقلبت في


[1] ذكرنا بتفصيل المعنى الصحيح لهذه العبارة على حسب الكتاب المقدس، وهو مرادفتها لمعنى (ولي الله) في رسالة (الباحثون عن الله) من هذه السلسلة.

[2] انظر (النبي المعصوم) من هذه السلسلة.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست