قلت: لأنه لا دليل يدل عليها.. هي مجرد خرافات نسجها بعض الناس ليتهربوا من مسؤوليتهم..
قال: ألم تسمع ذلك الشاب.. وهو يحفظ كل ما لقنه قومنا من دروس؟
قلت: هو شاب جامعي.. وهو شاب نشيط.. وقد تعودنا على سماع هذا منه.
قال: فخيرة شبابكم يتتلمذ على أساتذة الصراع الذين خرجناهم.. ألا تعتبر ذلك الشاب خاضعا لمؤامرة؟
قلت: كيف يكون خاضعا لمؤامرة.. هو لم يفعل إلا أن راجع دروسه؟
قال: أرأيت لو أن ذلك الشاب.. وبدل أن يحفظ أسماء أساتذة الصراع حفظ أسماء أساتذة السلام.. هل سينجح في دراسته؟
قلت: هو لن ينجح حتى يعيد لأساتذته بضاعتهم التي باعوه إياها.
قال: فهو مكره إذن على أن يتعلم كل ذلك.
قلت: ليس في العلم حرج.
قال: ولكن الحرج في أن يعلم شيئا واحدا.. ثم لا يكون ذلك الشيء الواحد إلا الصراع.
قلت: على العموم.. ليس ذلك الشاب سوى فرد من أفراد المجتمع.. ولا يمكن أن يتغير المجتمع بتغير فرد واحد فيه.
قال: وأولئك الصبية الذين شغلناهم باللهث وراء المتفجرات.. أليسوا ضحايا مؤامراتنا؟
قلت: وما علاقتكم بذلك؟
قال: ألسنا الذين صدرنا لكم تلك المتفجرات.. وكان في إمكاننا أن نصدر لكم بدلها أناشيد السلام؟
قلت: ولكن قومي هم الذين اختاروا أن يشتروا تلك المتفجرات.. ولو اختاروا أن يشتروا بدلها ورودا لفعلوا.. ولكنهم أبوا إلا أن يشتروا متفجرات..