تتباعد بسرعات مذهلة لا يتوسع حجمها، ولا تكبر النجوم فيها، بل هذه المجرات
تسير موسِّعة المكان من حولها[1].
لهذا قلت لزملائي: لابد أن نستخدم مصطلحاً جديداً بدل (اتساع الكون)، هو
(اتساع المكان)، ولكن هذا المصطلح أيضا غير دقيق، ذلك لأنه لا يوجد فضاء كما كان
يُظن في الماضي! بل إن كل جزء من أجزاء الكون مملوء بالمادة والطاقة، وهذا ما كشفه
العلماء حديثاً وقرروه بعد اكتشافهم المادة المظلمة منذ سنوات قليلة.
التفت إلى علي، وقال: لقد ظللت أحتار في المصطلح الذي يعبر عن هذه الظاهرة
حتى نطقت به الآن.. إن الذي يتمدد هو السماء.. لذلك، فالمصطلح المعبر عن الظاهرة
هو (اتساع السماء)، فالسماء تعني المكان بين النجوم والمجرات، وهي تحيط بها من كل
جانب، وهذا المكان الذي سمَّاه القرآن (السماء) ليس فارغاً بل هو مملوء بالمادة
والطاقة والمادة المظلمة والطاقة المظلمة.
وهذا المكان الذي يعبر عنه القرآن بمصطلح (السماء) هو الذي يتمدد ويتّسع
باستمرار.
قال ذلك، ثم تساءل بينه وبين نفسه: لكن من أخبر محمدا بهذه الحقيقة
العظيمة؟.. وكيف عبر عنها بهذه الدقة؟
لكنه عاد، فقال: أحيانا تأتي المصادفات بالعجائب..
تركه علي يقول ما يقول دون أن يناقشه، بل راح يقول له: لاشك أنك عالم فلكي.
الفلكي: أجل.. وقد استدعيت لحضور مؤتمر علمي أقامته بلادكم.
علي: مرحبا بك في بلدنا.. ويشرفني أن أجلس معك لأسألك عن بعض الأمور.. فإن
لي
[1] هذه الفكرة
نبه إليها الدكتور حسني حمدان أستاذ علوم الأرض في جامعة المنصورة، وملخصها أن
الذي يتمدد هو السماء وليس الكون، لأن الكون يتألف من مجرات ونجوم وغير ذلك، وهذه
لا تتمدد، لذلك الكلمة القرآنية هي الأدق. انظر موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن
والسنة.