الفلكي: فما فهمتم ـ معشر المسلمين ـ من هذه الآية؟
علي: هذه آية تحمل ألفاظا كثيرة.. وكل لفظ له تدبره الخاص، فما الذي تريده منها؟
الفلكي: اذكر لي ما وعيته من قولك:﴿ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ (الذريات:47)
علي: كلمة (لموسعون) واضحة، وهي من (وسَّعه توسيعاً) ضدّ ضيَّقه، وهذا يدل على توسع الكون وتمدده باستمرار.. لأن الجملة الإسمية تفيد الاستمرار.
الفلكي: أفي القرآن هذه الآية؟
علي: أجل.. وها هو المصحف.. خذ، واقرأها فيه.
الفلكي: في أي سنة طبع هذا المصحف؟
كان علي يحمل مخطوطا قديما، فابتسم، وقال: ما بك يا صاحبي.. أنت تراني أحمل مصحفا مخطوطا، لا مصحفا مطبوعا.
هذا مصحف توراثته عائلتنا كابرا عن كابرا.. هذا مصحف عمره عشرة قرون.. حمله أجدادي واحدا واحدا.
الفلكي: ألم تضف هذه الآية فيه؟
علي: لو أضيف حرف واحدا في المصحف لما بقيت، ولما بقي واحد من أجدادي.. لاشك أنك لا تعرف حرص المسملين على قرآنهم.
الفلكي: أتعلم.. لقد كنت أنتقد المصطلح الذي اختاره زملائي لهذه الظاهرة، لقد سموا هذه الظاهرة (تمدد الكون) مع أن الكون في الحقيقة لا يتمدد.
قلت: ما تقول يا رجل.. لقد ظللت تقنعني بذلك حتى اقتنعت.
الفلكي: يستخدم العلماء اليوم مصطلح (اتساع الكون) أي أنهم يقررون حقيقة علمية وهي أن الكون يتوسع Universe Expanding، ولكن الحقيقة عكس ذلك.
فالكون لا يتوسع بأكمله، بل الذي يتوسع هو المكان بين المجرات، فالمجرات عندما