ولكن الطب الحديث يقول: إن الشخص السليم في منطقة الوباء قد يكون حاملاً
للميكروب، وكثير من الأوبئة تصيب العديد من الناس، ولكن ليس كل من دخل جسمه
الميكروب يصبح مريضاً.. فكم من شخص يحمل جراثيم المرض دون أن يبدو عليه أثر من
آثار المرض.
وهناك أيضاً فترة حضانة، وهي الفترة الزمنية التي تسبق ظهور الأمراض منذ
دخول الميكروب إلى الجسم، وفي هذه الفترة يكون انقسام الميكروب وتكاثره على أشده
ومع ذلك فلا يبدوعلى الشخص في فترة الحضانة هذه أنه يعاني من أي مرض.. ولكنه بعد
فترة قد تطول أو قد تقصر على حسب نوع المرض والمكروب الذي يحمله تظهر عليه أعراض
المرض الكامنة في جسمه.
ومن المعلوم أن فترة حضانة التهاب الكبد الوبائي الفيروسي قد تطول لمدة ستة
أشهر.. كما أن السل قد يبقى كامناً في الجسم لعدة سنوات.
والشخص السليم الحامل للميكروب أو الشخص المريض الذي لا يزال في فترة
الحضانة يعرض الآخرين للخطر دون أن يشعر هو أويشعر الآخرين.. لذا جاء المنع
الشديد.. بل اعتبر الفار كالهارب من الزحف.
علي: ومما
يدخل في هذا الباب من الحمية نهيه a عن مخالطة الكلاب، بل أمرنا أن نحترز من
الكلاب احترازا شديدا، فقال a:(إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله
سبع مرات أو لاهن بالتراب) [1]