وقد عرف سر تأثير شد الانتباه في التخفيف من الإحساس بالألم، وذلك باستخدام
الإشعاعات الوظيفية للمخ، تلك التي تظهر الارتواء الدماغي والتمثيل الغذائي
للخلايا العصبية ثبت أنه أثناء استخدام جذب الانتباه يحدث انخفاض في مستوى نشاط
أماكن معينة في المخ، تلك الأماكن التي يتم فيها استقبال الإحساس بالألم مثل منطقة
المهاد،القشرة الحسية والتلفيف الحزامي.
علي: ليس ذلك فقط.. بل إن النصوص المقدسة دلتنا على الكثير مما يمكن أن
ينشغل به القلب عن الداء.. فالله تعالى يقول:﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ (البقرة:155)، ثم بين سر صبرهم،
أو أعطاهم وصفة لصبرهم، فقال:﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ (البقرة:156)
فشعور المريض برجوعه إلى الله الطبيب، وشعوره بأن داءه مجرد اختبار من الله،
وأنه إن صبر على بلاء الله عوضه الله من العافية ما لا يحلم به الأصحاء، يجعله
ممتلئا بمعان نفسية عالية لا يستطيع أي مرشد نفسي أن يملأه بها.
لقد فصل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الكثير من أنواع الأجور
التي ينالها الصابرون الذي ابتليت أجسادهم بالآلام، فقال:(يود أهل العافية يوم
القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض) [1]
وقال a:(ما من مسلم يصاب بشيء
في جسده فيصبر إلا رفعه الله به درجة، وحط عنه به خطيئة) [2]
الطبيب: إن هذه النصوص تكاد تمجد الأمراض، بل تكاد تدعو الناس إلى التعرض
[1]) الترمذي
كتاب الزهد رقم (2403) عن جابر وقال هذا حديث غريب.