رأيت صاحبي ألكسيس يكاد يندمج فيما يسمع، التفت إلي، وقال: إن هذا الرجل يقرأ قصة آدم أبي
البشر من القرآن.. أليس كذلك؟
قلت: بلى.. هو كذلك.. أنت تعرف.. فإن
المسلمين يقرأون القرآن بهذه الطريقة.. ونظم القرآن يساعدهم على ذلك.
قال: أنا لم أرد طريقة الكلام.. بل أردت
الكلمات.. الكلمات نفسها.
قلت: الكلمات التي قرأها تشمل قصة آدم..
وهي تشبه تقريبا ما ورد في التوراة.
انتفض، وقال: لا.. إنها تختلف عنها تماما.. لقد قرأت قصة آدم في
التوراة.. لكني لم أشعر بالمشاعر التي أجدها الآن.. لكأن هذه الآيات تخاطبني.. بل
لكأنها تجيبني عن تساؤلاتي وتساؤلات ألكسيس المحيرة..
قال ذلك، ثم تحرك نحو علي، وهو يقول: هلموا بنا إلى هذا
الرجل القارئ، فإني أرى له شأنا لا يقل عن شأن من لقينا في سائر الأيام من رجال.
اقتربنا من علي، فعرفه ألكسيس بنفسه، وبجماعتنا، ثم قال: لقد سمعتك تقرأ آيات من القرآن..
آيات احترت فيها، وفي المعاني التي تحملها.. هل تراك كنت تدرك ما كنت تقرأ؟
علي: إن كلام الله أعمق من أن يحاط به..
ونحن ـ ما دمنا في هذه الحياة ـ نجلس بين يديه كما يجلس التلميذ بين يدي أستاذه
ليتعلم كل يوم جديدا.
ألكسيس: فما تعلمت اليوم؟
علي: في قمة هذا الجبل.. وفي هذا البرزخ
الذي نقف فيه بين السماء والأرض ذكرت رجلا كنت أحبه كثيرا.. ومقدرا حبي له، لا
يوازيه إلا مقدار أسفي عليه.
ألكسيس: فمن هو هذا الرجل الذي أسرك.. وملأك
حبا وأسفا.
علي: اسمه يشبه اسمك الذي ذكرته لي.. إنه
رجل من بلادكم التي تغرب منها الشمس..