فصاح صاحبي، وهو يقرؤها، ووقف، ولم يتحرك، وقال: أهذا النص أيضا من القرآن؟
قلت: أجل..
قال: هذا النص لا يكتبه إلا خبير زراعي بارع.. ومثل هذه الأبحاث بهذه الدقة
لا تعرف إلا بالتجارب الطويلة.
ثم التفت إلي، وقال: هل نستطيع أن نتعرف على صاحب هذه المزرعة؟
ما قال ذلك حتى قدم علي، وهو يقول: ما الذي تريد منه؟
عالم النبات: أريد أن أسأل عن سر وضعه لهذه الآية هنا، وعن سر هذه الآية..
فإني أرى لها شأنا.
علي: أنا مفوض عنه.. فهلم نجلس تحت ظل تلك النخلة، ولنتحدث بما يحلو لك
ولأصحابك الحديث عنه.
عالم النبات: ما السر في وضعكم لهاتين الآيتين في مدخل هذه المزرعة؟.. وهل
تدركون ما فيهما من العلم؟
علي: لقد أسسنا هذه المزرعة النموذجية الخاصة بالبيئة الجافة انطلاقا من
هاتين الآيتين[1].. نحن نعلم أن القرآن كلام الله.. وكلام الله يمتلئ بالنصح لعباد الله..
فهو لذلك ينصحنا ـ نحن أصحاب المناطق الجافة ـ بهذا الأسلوب من أساليب الزراعة.
طبعا بالنسبة لكم قد لا تحتاجون لهذا الأسلوب.. ولكن أرضنا القاسية تستدعي
إجراءات خاصة.
[1]انظر بحثا في
هذا بعنوان: محاولة لصياغة الأشكال التطبيقية لنظام زراعي خاص بالبيئة الصحراوية
يستمد قواعده الأساسية من القرآن الكريم، بقلم: المهندس الزراعي محمد عبد الهادي
الشيخ مهندس دولة في الزراعة الصحراوية، وهذا البحث قدم في مؤتمر الإعجاز العلمي
الذي عقد في دبي في عام 2004م.