عالم المياه: في قوله:﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ
﴾.. فالآية تتحدث عن الأمواج البحرية الداخلية في البحر العميق، وهي تمثل حداً
فاصلاً بين البحر العميق والبحر السطحي، كما يغطي الموج السطحي سطح البحر، ويمثل
حداً فاصلاً بين الماء والهواء.
ولم تكتشف الأمواج الداخلية إلا في عام 1904م على يد الدكتور (ف.و. ايكمان V.W Ekman) الذي فسر ظاهرة المياه
الراكدة في الخلجان النروجية حين تفقد السفن التي تبحر قدرتها على التقدم، فتقف
ساكنة في هذه المياه الراكدة.
ويتراوح طول الأمواج الداخلية ما بين عشرات إلى مئات الكيلومترات كما يتراوح
ارتفاع معدل هذه الأمواج ما بين 10 إلى 100متر تقريباً.
علي: فهمت هذا.. فالقرآن تحدث صراحة عن الأمواج الداخلية، وهو ما لم يعرف
إلا في فترة متأخرة جدا، وبعد اختراع الوسائل الكثيرة المساعدة لذلك.. وبذلك يعتبر
سبق القرآن للحديث في هذا مع عدم توفر الوسائل المساعدة لذلك في العصر الذي نزل
فيه إعجازا علميا قويا.
عالم المياه: ليس ذلك فقط.. فتلك الآية التي قرأتها كلها معجزات..
علي: أهناك معجزة أخرى في الآية؟
عالم المياه: أجل.. لقد ذكرت الآية اشتداد الظلام في البحر العميق مع ازدياد
عمق البحر حتى يسيطر الظلام الدامس الذي يبدأ من عمق (200متر) تقريباً، ويبدأ عند
هذا العمق المنحدر الحراري الذي يفصل بين المياه السطحية الدافئة ومياه الأعماق
الباردة،كما توجد فيه الأمواج الداخلية التي تغطي المياه الباردة في أعماق البحر، وينعدم
الضوء تماماً على عمق 1000متر تقريباً.
أما البحار العميقة فالضياء منعدم فيها، والظلمات متراكمة، وتعتمد الكائنات
الحية والأسماك التي تعيش فيها على الطاقة الكيميائية لتوليد الضوء الذي تستشعر به
طريقها، وهناك