الفلكي: أثناء مراقبة العلماء الطويلة لمجموعة من النجوم، إذا بهم يرون بعض
هذه النجوم يختفي ضوؤه فجأة ثم يظهر بعد ذلك، وعندما عرضت هذه الصورة على علماء
الفلك أجمعوا على أن ضوء هذه النجوم قد اختفى بسبب مرور ثقب أسود مما أدّى إلى حجب
الأشعة الضوئية الصادرة من ذلك النجم، وذلك لفترة من الزمن ثم عودة النجم للظهور
من جديد.
إن ذلك يشبه ما يحدث أثناء مرور القمر أمام الشمس، فيحجب عنا ضوءها.
هذا ما يمكنني أن أشرحه لك.. وهناك أمور قد لا تطيق فهمها.. المهم أن
العلماء الآن كلهم متفقون على وجود الثقوب السوداء.
علي: لقد فهمت من خلال شرحك لهذا أن الثقوب السوداء تتميز بالخصائص التالية:
الأول: أنها نجوم ثقيلة وشديدة الاختفاء، فلا يمكن رؤيتها أبداً.
والثاني: أنها تسير.. بل تجري بسرعات كبيرة جداً تبلغ آلاف الكيلومترات في
الثانية الواحدة.
والثالث: أنها تجذب وتبتلع وتكنس كل ما تجده في طريقها كنساً.
الفلكي: بورك فيك.. لقد ذكرت كل خصائصها بغاية الإتقان.. أنت بارع في
التحليل.. ولك قدرة عقلية ممتازة ليتك توظفها في العلم.
الفلكي: أشكرك على هذا الثناء.. ولكني لم أذكر هذه الخصائص من تلقاء نفسي.
علي: فأين وجدتها؟
علي: في القرآن الكريم.
انتفض الفلكي، وقال: هل يمكن أن يذكر القرآن مثل هذا.. إن هذا غريب.. إن هذه
الثقوب لا ترى بالمراقب.. ولا يمكن للعقل مهما بلغ من الذكاء أن يتصور وجودها،
فكيف بتصور خصائصها؟
علي: لقد وردت آيتان في القرآن الكريم لطالما حيرت المفسرين، فذهبوا في
تفسيرها كل