اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 78
قال: أتعلم أن ما فعله البروتستنت هو نفس ما فعله قومي
وقومك قبلهم في المجامع المختلفة مع الموحدين، وأسفار الموحدين؟
قلت: كيف ذلك؟
قال: سأقص عليك الحكاية من أولها.. لتعرف بعض العبث الذي
أصاب كتابنا المقدس.
قلت: لقد أنصت لي.. فها أنا أنصت لك.
قال: أنت تعلم أن الكتاب المقدس بشقه الأول نتاج عمل
العشرات من المؤلفين الذين اجتهدوا في تسجيل تاريخ بني إسرائيل.. أتدري متى اكتسبت
تلك النصوص قداستها؟
قلت: منذ كتابتها اكتسبت قداستها.
قال: لا.. لقد تأخر ذلك.. فالأسفار الخمسة أقرت في أواخر
القرن الرابع قبل الميلاد، وتحديداً في عام 398 حين اعترفت الامبرطورية الفارسية
بناموس اليهود حسبما جاء في دائرة المعارف الأمريكية..
ولم تعتبر هذه المجموعة معادلة لسلطة الأسفار الخمسة، ومع
ذلك ألحقت بها، وقد كان ينظر إليها على أنها شروح وامتداد للأسفار الخمسة.
هذه هي المرحلة الأولى والتي تشكل بداية الاعتراف بالكتاب
المقدس..
وبعدها بمدة طويلة.. وبالضبط في عام 90
م عقد الفريسيون مجمعاً في جامينيا، وقرروا اعتبار بعض الأسفار أسفاراً قانونية
وهي: المزامير والأمثال ونشيد الإنشاد وراعوث، ودانيال، وأيوب، وعزرا، ونحميا،
والأيام وغيرها .. واعتبروا هذه القائمة نهائية ورفضوا ما عداها من الأسفار، وقد
بلغ عدد هذه الأسفار ستاً وثلاثين سفراً.
وهذه الأسفار هي التي تبناها قومنا بعد ذلك.. وقد كان
الخلاف الذين نقلنا عنهم هذه الأسفار شديدا.. فقد كان الفريسيون مثلا يعتبرون سفر
دانيال قانونياً، فيما لم يعتبره الصدوقيون، وكذلك كان لجماعة قمران أسفار كثيرة
لم ترد في القائمة القانونية منها أخنوخ واليوبيلات وغيرها،
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 78