اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 54
تقدم إلي، وسلمني نسخة من إنجيل لوقا، وقال: خذ، واقرأ أول
هذا الإنجيل.
فتحت، وقرأت من (إنجيل لوقا 1:4):( إذا كان كثيرون قد
أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ
البدء معاينين وخداماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً ـ إذ قد تتبعت كل شيء من الأول
بتدقيق ـ أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي
علمت به )
قال: هل ترى أن مثل هذا الكلام أنزل على المسيح؟
وهل ترى لوقا ملهما في قوله هذا الكلام؟.. وهل تراه كتب
إنجيله بوحي من الله؟.. إنه لم يدع أى الهام إلهى أو الهام من روح القدس كما نسب
له فيما بعد، بل لم يكن يعرف أنهم سيعلون شأن ما كتب كما فعل القوم لاحقا.
هو لم يذكر إلا أنه قرر أن يكتب ما يعرفه بعد أن تتبع كل
شيء، أي أنه قام بالبحث والتدقيق والتمحيص، مما يعني أنه قد كتبه بكلماته البشرية
وأفكاره الخاصة، وهو يعلم بالتأكيد بأنه لم يوح إليه من الله لكتابة هذا الإنجيل
لأنه لم يتحدث عن وحي سماوي، فقد قال:( إذ قد تتبعت كل شيء من الأول ) فأين نرى
وحي الله في ذلك؟
ثم إنه إذا كان لا يعرف شيئا عن الإلهام، فكيف ينسب له
الإلهام الذي لم يعرفه هو، بل نفاه حيث ذكر تتبعه للأحداث كما رويت له.
سكت قليلا، ثم قال: أتعرف العزيز ثاوفيلس؟
قلت: لا.. ولكن اسمه يحفظه الجميع..
قال: أجل.. لقد شرفه لوقا شرفا لم يحظ به قائد غيره.
قلت: أكان قائدا؟.. كنت أظنه رجل دين.
قال: لا.. لقد كان قائدا، ولا يعرف بالضبط في أي وقت عاش..
بعضهم يذكر أنه عاش في القرن الثاني، وبعضهم يذكر أنه عاش في القرن الرابع
للميلاد.
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 54