responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 507

بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنْ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (طه: 77 - 79)

كلمات في غاية الرقة مثل (يبسا) أو لا تخاف (دركاً) بمعنى لا تخاف ادراكاً.. إن الكلمات لتذوب في يد خالقها وتصطف وتتراص في معمار ورصف موسيقي فريد، هو نسيج وحده بين كل ما كتب بالعربية سابقاً ولا حقاً لا شبيه بينه وبين الشعر الجاهلي، ولا بينه وبين الشعر والنثر المتأخر، ولا محاولة واحدة للتقليد حفظها لنا التأريخ، برغم كثرة الأعداء الذين أرادوا الكيد للقرآن.

في كل هذا الزحام تبرز العبارة القرآنية منفردة بخصائصها تماماً، وكأنها ظاهرة بلا تبرير ولا تفسير، سوى أن لها مصدراً آخر غير ما نعرف.

^^^

ما وصل صاحبي من حديثه إلى هذا الموضع حتى لاحت لنا القاهرة بمآذنها وعماراتها، فكف عن الحديث، ثم أخذ تلك الأشرطة، وخزنها في الموضع الذي أخرجها منه، والتفت إلي، وقال: هل تستر علي ما حدثتك به ؟

قلت: لا حرج عليك.. ولكني محتار فيك.. إن لك علما واسعا باللغة العربية، وبالقرآن، فكيف آثرت العمل في مطبعة الكتاب المقدس على أن تكون معلما من معلمي المسلمين، أو أستاذا من أساتذتهم.. أم أنهم يرفضون أن يدرسهم مسيحي؟

قال: لذلك قصة طويلة لا يكفي ما بقي من طريق لأحدثك عنها.. ولكن هذه القصة لن تستمر طويلا.. سيأتي اليوم الذي ترتفع فيه تلك الحجب التي تحول بيني وبين الشمس..

أنا الآن في شتاء تتجمع فيها الغيوم لتحجب أشعة الشمس.. لكن الربيع قادم.. وستشرق الشمس علي كما أشرقت على الملايين من مثلي..

أنا مشتاق لذلك اليوم.. ومتلهف لوصوله..

قلت: لم تفهم ما الذي تقصد.

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 507
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست