اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 489
قلت: هي كلمات كثيرة لها دلالاتها
الخاصة، كالزكاة، والسكينة، والحور، والسبت، والسورة، وعدن.. بل حتى كلمة (الله)
التي هي علم على إله المسلمين.
قال: من أخبرهم بأن هذه كلمات أعجمية.. هذه كلمات عربية
أصيلة لها جذور لغُوية عريقة فى اللغة العربية، وقد ورد فى المعاجم العربية وكتب
فقه اللغة وغيرها تأصيل هذه الكلمات عربيَّا، فالزكاة ـ مثلا ـ من زكا يزكو فهو
زاكٍ، وأصل هذه المادة هى الطهر والنماء.. والسكينة، بمعنى الثبات والقرار، ضد
الاضطراب لها جذر لغوى عميق فى اللغة العربية، يقال: سكن بمعنى أقام، ويتفرع عنه:
يسكن، ساكن، مسكن، أسكن.. وهكذا سائر الكلمات..
ومن أكذب الادعاءات أن يقال: إن لفظ الجلالة (الله) عبرى
أو سريانى، وأن القرآن أخذه عن هاتين اللغتين، إذ ليس لهذا اللفظ (الله) وجود فى
غير العربية.
فالعبرية مثلاً تطلق على (الله) عدة إطلاقات، مثل ايل،
الوهيم، وأدوناى، ويهوا أو يهوفا.. فأين هذه الألفاظ من كلمة (الله) فى اللغة
العربية؟
ومثلها في اللغة اليونانية التى ترجمت منها الأناجيل إلى
اللغة العربية حيث نجد الله فيها (الوى) وقد وردت فى بعض الأناجيل يذكرها المسيح
مستغيثاً بربه هكذا (الوى الوى )، وترجمتها إلهى إلهى.
بالإضافة إلى هذا كله.. فإن هذه المفردات ـ التي وصفت
بأنها غير عربية ـ وإن لم تكن عربية فى أصل الوضع اللغوى، فهى عربية باستعمال
العرب لها قبل عصر نزول القرآن.. وبهذا الاستعمال فارقت أصلها غير العربى،
وعُدَّتْ عربية نطقاً واستعمالاً وخطاًّ.
صمت قليلا، سمعنا خلالها سورة الضحى بصوت الشيخ عبد الباسط
عبد الصمد..كانت قراءة خاشعة تحلق بالروح لسموات جميلة مملوءة بفضل الله ورحمته
وقربه من عباده.
بعد أن انتهى القارئ من قراءته، قال: لا شك أن هذه القراءة
هزت أعماقك.. هي تفعل ذلك معي.. وهي لا تفعل ذلك بسبب أداء القارئ فقط.. بل
بمعانيها.. وبالكسوة التي كسيت بها معانيها.
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 489