اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 405
يدفعني إلى التكلم معك في هذا إلا حبي للمسيحية، وتعصبي
لها، وتعصبي للكتاب المقدس.
إنني مثل والد يحب ولده، ويحرص عليه، ويحرص على سمعته،
فلذلك اعذرني إن كان في كلامي أي إساءة.
قلت: لا.. تكلم.. يظهر عليك الصدق.. تكلم كما تشاء، ولن
تجد مني إلا الآذان الصاغية.. بل إني أحاول خدمتك بقدر الإمكان.
قال: لقد امتلأت أسفار الكتاب المقدس ـ بكل أسف ـ بالحديث
عن رذائل مارسها بنو إسرائيل وغيرهم، وحكت طويلاً عن سكرهم وزناهم ووثنيتهم.
قلت: نعم.. إن الكتاب المقدس كتاب واقعي.. يذكر الواقع كما
هو.. ثم ينثني ليصلحه.
قال: أما الشطر الأول من كلامك فصحيح.. فهو يذكر الواقع
بصفة مفضوحة تماما.. لكني لا أرى أنه ينثني عليه ليصلحه.
قلت: كيف ذلك؟
قال: لقد ذكر العهد القديم أمثلة كثيرة من هذا الأدب
الواقعي المكشوف، وقد بحثت في كل هذه الأمثلة عن عقوبة للمجرم فلم أجد.. إذ لم
يخبرنا أن حد الزنا المذكور في سفر اللاويين (20/17) قد طبق مرة واحدة.
قلت: لقد ورد في سفر صموئيل عن عالي رئيس الكهنة وقاضي بني
إسرائيل هذا النص الذي يفيد إنكار مثل هذه الرذائل:( وشاخ عالي جداً، وسمع بكل ما
عمله بنوه بجميع إسرائيل، وبأنهم كانوا يضاجعون النساء المجتمعات في باب خيمة
الاجتماع. فقال لهم: لماذا تعملون مثل هذه الأمور؟ لأني أسمع بأموركم الخبيثة من
جميع هذا الشعب، لا يا بني لأنه ليس حسناً الخبر الذي أسمع ) ( صموئيل (2) 2/22 -
24 )
التفت إليه، فرأيته يبتسم، فقلت: ما الذي يضحكك؟
قال: يضحكني هذا الرجل.. بل هذا القاضي الذي هو رئيس
الكهنة.. أهذا كل ما استطاع قوله
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 405