responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 389

أما الثمرة الوحيدة التي هي فوق شـجرة العمر على شكل نعش وجنازة، فإنها بالقرآن لم تبق كذلك، ( وانـما هي انطلاق لروحي - التي هي أهل للـحياة الابدية ومرشحة للسعادة الابدية - من وكرها القديـم إلى حيث آفاق النـجوم للسياحة والارتياد )

حتى تلك الصور المريعة التي كانت الغفلة تصور بها ( عظامي ورميمها وتراب بداية خلقتي ) لم تبق ( عظاماً حقيرة فانية تداس تـحت الاقدام، وإنما ذلك التراب باب للرحـمة، وستار لسرادق الـجنة )

أما أحوال الدنيا واوضاعها الـمنهارة في ظلمات العدم التي نبصرها بنظر الغفلة، فإنها لم تبق كذلك بنور القرآن الكريم ( بل انها نوع من رسائل ربانية ومكاتيب صمدانية، وصحائف نقوش للاسـماء السبحانية قد أتّمت مهامها، وأفادت معانيها، واخلفت عنها نتائجها في الوجود، فأعلمني الإيـمان بذلك ماهية الدنيا علم اليقين )

أما القبر، فلم يبق قبرا، بل هو بنظر القرآن الكريم ( باب لعالـم النور ) ومثله ذلك الطريق الـمؤدي الى الابد، فإن لم يبق ( طريقاً مـمتداً ومنتهياً بالظلمات والعدم، بل انه سبيل سوي الى عالـم النور، وعالـم الوجود وعالـم السعادة الـخالدة )

وهكذا بددت النظرة القرآنية كل الأوهام التي سربتها الغفلة، وأصبح ما كان يتصور داء عين الدواء، يقول النورسي:( وهكذا اصبحت هذه الاحوال دواء لدائي، ومرهماً له، حيث قد بدت واضحة جلية فأقنعتني قناعة تامة )

قلت: وهل عاش هذا الرجل سعيدا؟

قال: أجل.. بل أعظم سعيد.. مع أنه أمضى أكثر حياته منفيا مسجونا يدس له السم كل مرة.. وفوق ذلك يبعد عنه كل قريب.. بل يحرم كل أسباب الحياة.

^^^

قرأ جميع هذا الكلام.. وسكت.. وغابت عيناه في الأفق البعيد.. ثم راح يقول بينه وبين نفسه:

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست