اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 388
أما الأسفل الذي يمثل جذور شجرة العمر ( فرأيت ان التراب
الذي هناك ما هو الاّ رميم عظامي، وتراب مبدأ خلقتي قد اختلطا معاً وامتزجا، وهما
يُداسان تـحت الاقدام، فأضافا الى دائي داء من دون ان يـمنحاني دواءً )
أما الخلف الذي يمثل عمر الدنيا ( فرأيت ان هذه الدنيا
الفانية الزائلة تتدحرج في اودية العبث وتنحدر في ظلمات العدم، فسكبتْ هذه النظرة
السمَّ على جروحي بدلاً من ان تواسيها بالـمرهم والعلاج الشافي )
فهذه الجهات الست، والتي نتصورأنها تمثل الحقائق المطلقة،
والتي نعزي أنفسنا بأنه لا محيد عنها، ولا مخرج منها، ثم نهرب منها لأي شيء نجعل
ننساها يتكفل العلاج القرآني بمداواتها، قال النورسي يحكي عن تجربته الإيمانية مع
القرآن:( وفيما كنت مضطرباً وسط الـجهات الست تتولى عليّ منها صنوف الوحشة والدهشة
واليأس والظلمة، اذ بأنوار الإيـمان الـمتألقة في وجه القرآن الـمعجز البيان،
تـمدني وتضيء تلك الـجهات الست وتنورها بانوار باهرة ساطعة ما لو تضاعف ما انتابني
من صنوف الوحشة وانواع الظلمات مائة مرة، لكانت تلك الانوار كافية ووافية
لإحاطتها)
وقد كان أثر أنوار القرآن الكريم عظيما:( فبدّلت - تلك
الانوار - السلسلة الطويلة من الوحشة الى سلوان ورجاء، وحولـّت كل الـمخاوف الى
انس القلب، وامل الروح الواحدة تلو الاخرى )
فالقرآن الذي هو قبس الإيمان ( مزق تلك الصورة الرهيبة
للماضي وهي كالـمقبرة الكبرى، وحوّلـها الى مـجلس منوّر أنوس والى ملتقى الاحباب،
وأظهر ذلك بعين اليقين وحق اليقين )
أما المستقبل الذي كان يمثل قبرا واسعا كبيرا، فإنه استحال
بالنظرة القرآنية ( مـجلس ضيافة رحـمانية أعدّت في قصور السعادة الـخالدة )
أما تابوت الزمن الحاضر، فقد صوره القرآن الكريم ( متجرا
أخرويا، ودار ضيافة رائعة للرحـمن )
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 388