responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 386

أشعر أن باطني أدغال تقيم فيها الغيلان والعفاريت.. فهل في القرآن ما يقيني شر هذه الغيلان، وأذى هذه العفاريت؟ وهل في الخلق من قتل غيلان نفسه بحروف القرآن؟

قال: إن النماذج الرفيعة التي عاشت بالقرآن، وتنعمت بالقرآن وقتلت أحزانها ويأسها وآلامها بالقرآن لا حصر لها، وهي منتشرة في كل مكان، وفي كل زمان، وهي من الكثرة ما يجعل قدرة القرآن على هذا حقيقة علمية تبز جميع الحقائق من جميع الوجوه.

ولكني سأذكر لك عينة وهبها الله من قوة التعبير ما استطاع أن يعبر به عن قوة القرآن العجيبة في استئصال الكآبة وغرس الابتسامة.

وهي لم تعش في القصور، ولم تنعم بما ينعم به أكثر أهل الدنيا من صنوف الرخاء، بل لم يكن لها مما يملكه أكثر أهل الدنيا من أمن واستقرار.

فقد عاش حياة تحوطها المحن وصنوف البلاء ما لا تقوى على تحمله الجبال الرواسي.

ولم يكن لها في هذا الجو الكئيب زوج مؤنس، ولا ولد مشفق، بل حرم في أكثر الأحيان من الصديق والأنيس.

وكانت مع كل هذا معرضة للموت في كل لحظة، فحبال المشانق معدة لها، كما تعد للصوص والمجرمين.

ولكن مع ذلك تطفح من كلامها من صنوف البشر وأمارات السعادة ما لا يصدر من المترفين المنعمين الآمنين.

قلت: رغبتني فيها، فمن هي؟

قال: إنه بديع الزمان النورسي الذي تعرض لصنوف البلاء، لكنه خرج منها جميعا بنور القرآن، وسأذكر لك هنا نموذجا لبعض الأدوية القرآنية التي خرج بها من أحزانه، ومن وقائع الألم التي مر بها، لترى من خلالها قوة القرآن في إحلال السكينة في النفوس المستعدة.

يقول بديع الزمان:( ذات يوم من الايام الأخيرة للخريف، صعدت الى قمـّة قلعة انقرة، التي

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست