اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 380
قال: لقد رأيت ما يناقضه.. الكتاب المقدس كتب بأيدي مختلفة
متناقضة.. فلا تتكلم عن شيء إلا وجدت من يرد عليك من الكتاب المقدس نفسه.. وأنا
لست مستعدا لأن أدافع عن شيء يحمل دلائل إدانته.
سكت قليلا، وقال: بالنسبة لما ذكرت.. جمعت الكثير من
النصوص الدالة على ذلك وحللتها.. لكني سرعان ما وجدت الكتاب المقدس يناقضها مناقضة
تامة.. فهو يصف داود وسليمان بكل الرذائل.. ثم بعد ذلك يكرمهما كل التكريم.
وهو يصف لوطا بالنبي المصلح، ثم ينثني ليتهمه بالزنا
بابنتيه وبشرب الخمر..
هو هكذا في كل الأمور لا يملأك سرورا حتي ينثني ليملأك
حزنا.
فكيف تريد مني أن أتكلم عن موضوع كل الناس يعرفون تكلفي في
الكلام عنه..
أنا شخص أحترم تخصصي وموقفي، وأعتبر أن الكلمة أمانة،
فلذلك لا أتكلم إلا بما يهديني إليه بحثي.. فاعطني كتابا مقدسا منقحا.. وسأتكلم لك
عما تريد.
قال ذلك، ثم انصرف ليتركني في حيرتي، وببعض نور محمد..
^^^
سرت بتلك الحيرة، ومعها ذلك النور مطأطئ الرأس خجلا من
نفسي.. بينما أنا كذلك إذ ناداني رجل كان مستلقيا على عشب في ساحة ذلك المركز،
وقال: أرى في عينيك الهموم.. ما بالك؟.. أأنت حزين؟.. إن كنت كذلك، فسأعطيك دواء
يرفع عنك كل الهموم، ويمسح عن قلبك كل الغموم.
قلت: أفي الدنيا علاج مثل هذا؟
قال: نعم.. وقد عولج به ملايين الناس، فشفاهم، بل ملأهم
بسعادة يحسدهم عليها الملوك.
قلت: ما هذا الدواء العجيب الذي لم أتشرف بمعرفته؟
أخرج من جيبه مصحفا، وقال: هذا هو الدواء.. هذا هو القرآن
الكريم.. هذا هو ربيع
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 380