اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37
تقول التوراة بأن موسى كتب التوراة، ثم كيف يذكر أن
الكنعانيين كانوا حينئذ على الأرض؟، فهذا لا يكون إلا بعد طردهم منها، وأما جبل
الله فسمي بهذا الاسم بعد قرون من موسى، وسرير عوج الحديدي جاء ذكره في التثنية
(3/11-12) بما يدل على أنه كتب بعده بزمن طويل.
قلت: لقد حل اسبينوزا اللغز حلا جيدا.
قال: لقد حللت اللغز قبل أن أرى حل اسبينوزا.. هو واضح لكل
من تأمل ما قاله ابن عزرا.. لأني نفسي كنت أستغرب مثل تلك النصوص.
سكت قليلا، ثم قال: ليس ابن عزرا وحده.. هناك جموع من
المشككين..
أخذ كتابا آخر، وفتحه، وقال: في القرن التاسع عشر صرح القس
نورتن بعدم صحة نسبة الأسفار لموسى فقال::( التوراة جعلية يقيناً، ليست من تصنيف
موسى )
التفت إلي، فرآني مستغرقا في دهشتي، فقال: فهل ترى بعد ذلك
أن هذه الأسفار الخمسة من كلام موسى أو كلام الله؟
قلت: ولكن الكتاب المقدس، أو العهد القديم منه ليس توراة
موسى فحسب.
قال: لقد بحثت فيها جميعا، فوجدت في كل واحد منها من
الدلائل ما يشير إلى أن تلك الأسفار بين احتمالين:
إما أن الأنبياء لم يكتبوها إطلاقا.. وإما أنهم كتبوها،
ولكن تحريفات كثيرة دخلت عليها.
قلت: كيف عرفت ذلك؟
قال: سنبحث هذا مع بعضنا هنا.. خذ نسخة من العهد القديم،
وافتحها.. ولنبدأ بسفر يشوع.. إن قراءة متأنية لهذا السفر تكشف عن تأخر تاريخ
كتابته عن يشوع بسنين طويلة فقد جاء فيه خبر موت يشوع.. افتح (يشوع: 29:24ـ30)
واقرأ علي.
فتحت في الموضع الذي حددت، وقرأت:( مات يشوع بن نون عبد
الرب ابن مائة وعشر سنين، فدفنوه في تخم ملكه )
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37