اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 35
التكوين 12/5 - 6 )
ألا ترى أن الكاتب قد أدرك خروج الكنعانيين من الأرض بعد
دخول بني إسرائيل، وذلك ـ حتما ـ ليس موسى؟
واسمع ما يقول نفس السفر:( وكان الكنعانيون والفرزّيون
حينئذ ساكنين في الأرض )(التكوين 13/7 ).. واسمع:( وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا
في أرض أدوم قبلما ملكَ ملِكٌ لبني إسرائيل )(التكوين 36/31 )
فالكاتب لا يتحدث عن دخول بين إسرائيل الأرض المقدسة، فحسب
.. بل يتحدث عن عهد الملكية الذي كان بعد موسى بأربعة قرون.
التفت إلي، فرآني صامتا، فقال: هل سمعت كاتبا يخبر عن
وفاته والمحل الذي دفن فيه.
قلت: يمكن أن يكون ذلك في حالة واحدة.. وهي أن يكون قد كتب
كتابه بعد وفاته..
قال: فاسمع هذا الخبر الذي ورد في أسفار موسى، والتي يفترض
أن يكون كاتبها هو موسى:( فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مؤاب حسب قول الرب،
ودفنه في الجواء في أرض مؤاب مقابل بيت فغور، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم،
وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته، فبكى بنو
إسرائيل في عربات مؤاب ثلاثين يوماً، فكمُلت أيام بكاء مناحة موسى)(التثنية 34/5 -
8 )
ألا ترى أن النص يتحدث عن الماضي البعيد؟.. إنه ليس
نبوءة.. فهو لا يخبر عن المستقبل.. وليست هناك أي دلالة على ذلك.
كان ينظر إلي، ويتفرس في مدى تأثير أدلته على وجهي، قال:
أجبني.. لو جاءك رجل بمخطوطة تتحدث عن التلفزيون.. وقال لك: إنها من القرن
العاشر.. هل تراك تصدقه.. أم تجعل وصف التلفزيون فيها دليلا على أنها مخطوطة
مزورة.
قلت: بل أعتبرها مزورة.. إلا إذا أثبت لي بالسند الصحيح،
أو بالدليل العلمي القوي أنها من
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 35