اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 311
عن إعجاز تاريخي للقرآن.. فهامان في هذه الوظيفة يتناسب
معه تماما مع ما نص عليه القرآن في قوله:{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ
لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ
لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ
الْكَاذِبِينَ) (القصص:38)
قلت: لدي شبهة أخرى لا شك في قوتها، وهي مما يحرص قومنا
على إشاعته.
قال: اذكرها.. وخذ جائزتك.
قلت: لقد أخطأ القرآن خطأ عظيما حين اعتبر مريم أختا
لهارون، وهي بذلك تكون أختا لموسى.. اسمع:{ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ
لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ
امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)}(مريم)
لقد خلط محمد بين مريم أم المسيح، ومريم أخرى كانت أختًا
لهارون الذى كان أخًا لموسى ومعاصرًا له، ولا يوجد مثل هذا التناقض فى الكتاب
المقدس.
زيادة على ذلك، فإن الثابت فى القرآن كما في الكتاب المقدس
أن مريم هى ابنة عمران.. { وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا
وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) (التحريم:12).. وعمران هذا هو من نسل
داود أى من سبط ونسل يهوذا، وليس من سبط ونسل هارون سبط اللاويين، فكيف اعتبرها
القرآن أختا لهارون؟
قال: ألست ترى فرقا بين الآيتين اللتين ذكرتهما؟
قلت: أي فرق تراه أنت.. أنا لا أرى إلا أن الأولى ذكرت أن
مريم أخت لهارون، وأما الثانية، فذكرت أن عمران أب لها.
قال: أما الثانية، فنعم.. وأما الأولى فلم تذكره تقريرا،
وإنما ذكرته في معرض عتاب الإسرائيليين لمريم، وهم يوبخونها.
قلت: وما الفرق بين هذين؟
قال: الفرق بينهما عظيم.. لأننا قد ننسب من نتهمه للفسقة،
كما ننسب من نظن فيه الصلاح
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 311