التفت إليه، وقلت: خذ ورقة واكتب: مدة الرضاعة حولين.
أخذ ورقة، وكتب ما طلبته منه، فرحت أقرأ:{ وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً )(الاحقاف: 15)
التفت إليه، وقلت: اكتب.. مدة الحمل والرضاعة جميعا ثلاثون شهرا.
كتب ما طلبته منه، وقال: ثم ماذا؟
قلت: ما الفرق بينهما؟
قال: ليس هناك من فرق بينهما.. فالأولى تتحدث عن الرضاعة، والثانية تتحدث عن الحمل مع الرضاعة.. والأصل في المقارنة أن تكون بين متناظرين.
قلت: ألا ترى أنه من الواضح أن مدة الرضاعة أقل من سنتين خلافا لما ورد في سورة البقرة؟
قال: لم أفهم.
قلت: مدة الحمل تسعة أشهر.. ونضيف إليها مدة الرضاعة أربعة وعشرين شهرا، وهي مدة سنتين.. كم المجموع؟
قال: أربعة وعشرون يضاف إليها تسعة أشهر.. المجموع ثلاثة وثلاثون شهرا.
قلت: أتريد خطأ فوق هذا.. لقد ذكر القرآن أن مجموع حمله وفصاله هو ثلاثون شهرا.
تأمل قليلا، ثم قال: ولكن القرآن لم يذكر مدة الحمل.. أهناك آية تتحدث عن مدة الحمل في القرآن؟
قلت: لا.. ولا حاجة إلى ذلك.. فمدة الحمل معروفة للجميع.
قال: لو اعتبرنا ما قال القرآن.. فكم ستكون مدة الحمل؟
قلت، وأنا فرح من مجاراته لي: ستكون المدة بذلك ستة أشهر.
قال: وهل يمكن أن يعيش الإنسان لو ولد وله ستة أشهر؟
قلت: لست أدري.. ولعله لا يمكن أن يعيش.