اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 199
قلت: عجيب هذا.. كيف حصل ذلك؟
قال: قبل عشر سنوات خطرت على بالي الفكرة التي خطرت على
بالكم.. فرحت أقرأ القرآن، وأتأمل أسرار التعبير فيه محاولا اقتناص أصولها
لتطبيقها على الكتاب المقدس.
قلت: هذا ما كنت أود أن أقوله لك.
قال: لكني ما دخلت بحر القرآن حتى صرت كالسمك الذي يختنق
إذا أخرج منه.
لم أستطع أن أخرج من ذلك الجمال، وتلك العظمة التي شربتها
من معين القرآن العذب.
قلت: ومحاولتك ترجمة الكتاب المقدس؟
قال: حاولت.. بل بدأت.. لكني فشلت.
كلما ترجمت إصحاحا.. وملأته بكل ما قدرت عليه من محسنات
التعبير، كلما كرت المعاني الوضيعة التي تمتلئ بها كثير من الأعداد والإصحاحات على
ما أرهقت نفسي فيه لتمحوه..
ظللت أكتب وأمحو.. أسجل وأقطع.. إلى أن علمت أن محاولاتي
تلك تشبه محاولة عطار أتي بعجوز شمطاء سوداء ليحول منها شابة تنافس الجميلات.
قلت: فماذا فعلت؟
قال: ما يفعل العاقل.. أترى لو خيرت بين تلك العجوز.. وبين
جميلة الجميلات، أترغب في العجوز!؟
التفت إلي، وقد رآني محتارا، فقال: لا تتعجب.. كثير هم
مثلي.. أنا لست سوى واحد منهم.. كنت مخلصا للكتاب المقدس.. ولا أزال مخلصا لكلمات
الله المقدسة..
ليس كل ما في كتبنا مما قدر الكذبة على تحريفه.. هناك
أشياء كثيرة لا تزال صحيحة.. يمكنك أن تعبر منها لتصل إلى القرآن..
لقد ذكر القرآن هذا البصيص من النور الذي اهتدى به أحبارنا
للقرآن وللإسلام، فقال:{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ
آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً
لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 199