اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 198
ليس ذلك فقط.. بل إن مقارنة بسيطة بين ما يقوله البوذيون
تؤكد أنه لا ينبغي لأي مسيحي في العالم أن يبحث مع مسلم هذه النقطة .. لأنه في
بحثه معه عنها يكون كمن يبحث عن حتفه بظلفه.
^^^
ما انتهينا من حديثنا إلى هذا الموضع حتى دخل علينا ولد
له، صغير السن، ولكنه عظيم الأدب، فحيانا، صافحني، وصافح أباه، ثم استأذنني في
الحديث مع والده، فأذنت له مبتسما، فقال لوالده: لقد أكملت حفظ ما كتبته لي في
الصباح.. فهل أعرضه عليك الآن، أم أنتظر إلى المساء؟
قال والده: إن أذن لك عمك، اعرضه علي الآن.
التفت الولد إلي، فقلت: اعرض على والدك ما تشاء، فيشرفني
أن أرى مدى نجابتك.
لم أكن أتصور أن ما سيعرضه ولده هو القرآن..
أخذ ولده يرتل القرآن ترتيلا خاشعا تتفطر له القلوب.. بعد
أن انتهى دعا له والده، وقال: اذهب لتستريح الآن، وسنبدأ حفظ ربع جديد غدا إن شاء
الله بعد صلاة الفجر.
دهشت لقوله، فصحت من غير أن أشعر: هل أسلمت؟
قال: ما كان لعقلي أن يظل على جحوده.
قلت: لم نسمع بذلك..
قال: الله سمع بذلك..
لم أدر ما أقول له، هل أبارك له إسلامه، أم ألومه عليه.
قلت: إذن لن تترجم لنا الكتاب المقدس بالصفة التي نشتهي.
قال: عساني لو أنبأتك عن سر إسلامي لم تصدق.
قلت: بلى.. أصدقك.. فمثلك لا يكذب.
قال: لقد كانت محاولاتي لترجمة الكتاب المقدس ترجمة تتصف
بما ذكرته هي التي جعلتني أهتدي إلى القرآن الكريم كلام الله.
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 198