اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 186
من أبناء فارص بن يهوذا وثامار (متى 1/2 ).
أجبني صادقا: هل يمكن أن تكون هذه المعاني الممتلئة
بالنجاسة والخبث والانحراف كلمات مقدسة صدرت من الله خالق كل شيء!؟
لم أدر بما أجيبه، فقال: وفوق ذلك كله لا ترى في هذا
الكتاب أي إجابة من الإجابات التي يبحث عنها الإنسان عادة في الوحي الإلهي..
هل ترى في الكتاب المقدس كلاما مفصلا عن مصير الإنسان كما
تجده في القرآن؟
إن القرآن يمتلئ بذكر اليوم الآخر ابتداء من الموت إلى أن
يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار.. بل فيها الوصف المفصل للجنة والنار..
لتمتلئ النفس رغبة ورهبة.
أنتم تضحكون من تلك الأوصاف وتستهزئون بها، بينما نرى
الكتاب المقدس يمتلئ بتفاصيل من الدنيا لا حاجة إليها، وهو في نفس الوقت ليس فيه
شيء يذكر عن الآخرة والجنة والنار[1]، حتى أن طائفة الصدوقيين، وهي طائفة كبيرة في اليهود لا
تؤمن باليوم الآخر.
صمت قليلا، ثم قال: أرأيت لو أن رجلا جاءنا من كوكب من
الكواكب التي توجد في مجرة من المجرات البعيدة، وتمكنا من خطابه، ماذا عسانا
نسأله؟
هل نبحث عنده عن تواريخنا وأنسابنا وبنياننا وأكلنا وشربنا،
أم نبحث عما يرتبط بكوكبه وتفاصيل الحياة فيه؟
قلت: لا شك أننا سنبحث معه عن كوكبه.
قال: فهكذا الأمر مع الكلمات المقدسة.
قلت: ولكنها كلمات الله للبشر.
[1] ففي جميع أسفار التوراة الخمسة مثلا
لا نجد نصا صريحاً عن الآخرة، وأقرب نص في الدلالة على يوم القيامة ما جاء في سفر
التثنية:« أليس ذلك مكنوزاً عندي مختوماً عليه في خزائني، لي النقمة والجزاء في
وقت تزل أقدامهم » ( التثنية 32/34 - 35 )
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 186