اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 170
بهالك الطللين دارس
يا رب باكية علي
ومنشد لي في المجالس
أو قائل: يا فارساً
ماذا رزئت من الفوارس
لا تعجبوا أن تسمعوا
هلك امرؤ القيس بن عابس
سكت قليلا، ثم قال: ألا ترى كثيرا من أوجه التطابق بين تلك
الأبيات المنسوبة الى امرؤ القيس الجاهلي، وهذا الشعر؟
قلت: أجل.. هناك بعض التشابه بينهما.. ولكن لا يمكن أن
تنسبها إليه لمجرد الشبه.
قال: ولا يمكن أن تنسبها أنت لامرئ القيس الجاهلي.. فليس
لديك من النصوص ولا من الأسانيد ولا من أوجه الشبه ما يمكنك أن تعتمد عليه.
صمت قليلا، فقلت: لم يبق إلا أنه من تأليفه الخاص.. ولا
يتعجب من ذلك.. فقد نرى الرجل العبقري يخرج عنه من عجائب العلوم ما يظل غيره
محتارا فيه.
قال: هذه شبهة قديمة ذكرها المشركون في معرض حربهم لمحمد، وقد
ذكرها القرآن، فقال:{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ
فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ } (هود:35)، وقال:{ أَمْ يَقُولُونَ
افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ
مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }(السجدة:3)
وتلقفها عنهم الكثير من معاصري قومي وقومك[1].. هي مهرب من المهارب.. لأنهم وضعوا في أنفسهم هدفا..
ورأوا أنهم لابد أن يحتالوا بكل حيلة للوصول إليه، ولا يهمهم في ذلك استعمال الصدق
أو استعمال الكذب، ولا يهمهم في نتائج بحثهم أن يصلوا إلى الحق أم إلى الباطل.
ومع أن كل ما في القرآن، وما في حياة محمد، يرد على هذه
الشبهة إلا أني سأذكر لك الآن ما
[1] وقد نصر هذه الشبهة الكثير من
المستشرقين من أمثال بيرسي هورنستاين - يوليوس فلهاوزن -د.بروس و د. لوبون.
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 170