اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 168
الجاهلي الذي وصل أوج قوته بمثل هذه الأبيات التي يتصور
أن القرآن اقتبس منها.
فهل هذا الشعر السلس السهل غير الموزون في بعض أبياته شعر
جاهلي؟
اسمع هذه الأبيات من معلقة امرئ القيس لترى الفرق بين
القصيدتين:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ
وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ
الدَخولِ فَحَومَلِ
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم
يَعفُ رَسمُها
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ
وَشَمأَلِ
تَرى بَعَرَ الآرامِ في
عَرَصاتِها
وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ
فُلفُلِ
كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ
تَحَمَّلوا
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ
حَنظَلِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ
مَطِيِّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً
وَتَجَمَّلِ
هل يمكن لذواقة للشعر أن يقارن ذاك الشعر الركيك بهذه
الأبيات القوية؟
كنت أدرك الفرق بين القصيدين، ولكني أبيت إلا أن أقول له:
لكل شاعر قصائد قوية، وأخرى ضعيفة.. هذا مما لا يشك فيه.
قال: نعم.. صدقت في ذلك.. وأنا لا أناقشك من هذا الباب..
بل أتعجب من أن تروى هذه الأبيات، ثم لا تذكر في ديوان الرجل.. ولا فيمن تحدث
عنه.. مع أنها كان يمكن أن تصبح سلاحا قويا في يد أعدائه.
قلت: أنت تتهم قومنا بوضع هذه القصيدة إذن؟
قال: لا أتهمهم.. ولكنهم ربما وجدوها في كتب المتأخرين
التي اشتهرت بالاقتباس من القرآن، فنسبوها لامرئ القيس.
قلت: لا.. لقد ذكر هذه القصيدة عالم من علماء المسلمين
الكبار، لاشك أنك تعرفه، إنه الإمام المناوي في كتابه (فيض القدير شرح الجامع
الصغير) لقد أورد تلك الأبيات في سياق تعريفه لأمرؤ القيس.
قال: أتعلم متى توفي هذا الرجل؟
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 168