اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 109
قلت: أجل.. ولا بد من ذلك.
قال: فلم لم تجعلوا كل واحد من المؤتمرين يتحدث باسم
المؤتمر.
قلت: ذلك سيكلفهم عنتا.. وسيحتاج الصحفيون حينها لاستجواب
الجميع.
قال: فهكذا الأمر في هذه المسألة.. لقد حفظ الكثير من
الصحابة القرآن.. ولكن أسانيد التابعين توقفت على هؤلاء الثماني، لا لعدم وجود
غيرهم.. بل لكون هؤلاء قد تفرغوا للقرآن وتعليمه وتصحيح القراءات، كما تفرغ
الناطقون في المؤتمرات.
قلت: فلم اكتفوا بالثماني؟
قال: أرأيت لو صارت الأسانيد ألفا.. من يحفظها.. ومن يهتم
لها.. ألا تعلم أن التواتر لا يحتاج إلى تكلف البحث عن الأسانيد؟
قلت: ماذا تقصد؟
قال: عندما يأتيك الخبر من كم كبير من الناس، فإنك لا تهتم
بدرجاتهم، ولا التفاصيل المرتبطة بهم، فالناس في العادة لا يجتمعون على الكذب، بل
لا يقدرون على الاجتماع على الكذب.
قلت: كيف لا يقدرون؟
قال: هل يمكن أن تتصور ناسا مختلفين، من بلاد مختلفة، لا
علاقات تربطهم، ولا مصالح تجذبهم.. ثم يتفقون بعد ذلك على رواية قصيدة ألقاها شاعر
في حفلة من الحفلات.. فيأتون بها بحروفها وكلماتها.. أيظل عندك بعد ذلك شك في
القصيدة، وفي الشاعر الذي قالها؟
قلت: لا..
قال: فقد نقل القرآن جيوش من الناس عن جيوش من الناس..
كلهم يحفظه حرفا حرفا، وكلمة كلمة.. فكيف نتهمهم بالتضييع، مع أنه الكتاب الذي
أخرجهم من البداوة إلى الحضارة، ومن الخمول إلى الشهرة، ومن الذل إلى العزة، ومن
الظلمات إلى النور.
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 109